للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إن الله تعالى ذكرُه، وتقدست أسماؤه، أدَّبَ نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - بتعليمه تقديم ذكر أسمائه الحسنى أمام جميع أفعاله، وتقدم إليه في وصفه بها قبل جميع مهماته، وجعل ما أدَّبه به من ذلك، وعلمَه إياه منه لجميع خلقه سنة يَسْتَنُّون بها، وسبيلا يتبعونه عليها في افتتاح أوائل منطقهم، وصدور رسائلهم، وكتبهم، وحاجاتهم. اهـ.

[مسائل تتعلق بالبسملة]

المسألة الأولى: إنما عدلت عن الاحتجاج بما اشتهر الاحتجاج به -ولا سيما عند المتأخرين من المصنفين- على استحباب البسملة، وهو حديث: "كل أمر ذي بال، لا يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم، فهو أبتر" وفي رواية "لا يبدأ بالحمد لله" وفي رواية "بالحمد، فهو أقطع" وفي رواية "أجذم" وفي رواية "لا يبدأ فيه بذكر الله". روى كلها الحافظ عبد القادر الرهاوي رحمه الله في شرح الأربعين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه -كما قال النووي رحمه الله في شرح مسلم جـ ١ ص ٤٣ - إلى ما ذكرته، لكون الحديث ضعيفًا جدًا.

قال الحافظ الزيلعي رحمه الله تعالى في تخريج أحاديث الكشاف جـ ١ ص ٢٢ - ٢٤:

روي من حديث أبي هريرة، ومن حديث كعب بن مالك.

أما حديث أبي هريرة: فأخرجه أبو داود في سننه، في كتاب الأدب والنسائي في اليوم والليلة، وابن ماجه في النكاح من حديث قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر" انتهى (١).


(١) فيما قاله الزيلعي نظر، فإن لفظ البسملة ليس عند أبي داود، ولا النسائي، ولا ابن ماجه، فعندهم بلفظ الحمد، وأما البسملة فعند الخطيب البغدادي، فتنبه.