للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث

(عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ) -رحمه اللَّه تعالى-، أنه (قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاس) - رضي اللَّه تعالى عنهما - (بعَرَفَاتِ، فَقَالَ: مَا لِي لَا أَسْمَعُ النَّاسَ يُلَبُّونَ؟، قُلْتُ: يَخَافُونَ مِنْ مُعَاوِيَةَ) - رضي اللَّه تعالى عنه -، ولعله -واللَّه أعلم- لا يرى التلبية في عرفة، ويُعْتَذَرُ عنه بأنه لم يعلم بالسنة (فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسِ) - رضي اللَّه تعالى عنهما - (مِنْ فُسْطَاطِهِ) بضم الفاء، وكسره: بيتٌ من الشعر، جمعه فَساطيط (فَقَالَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ تَرَكُوا السُّنَّةَ مِنْ بُغضِ عَلِيٍّ) - رضي اللَّه تعالى عنه -. يعني أنه كان يتقيّد بالسنة، فكان يلبّي يوم عرفة. وهذا الذي قاله ابن عباس - رضي اللَّه تعالى عنهما - يحتمل أن يكون لما رأى معاوية - رضي اللَّه تعالى عنه - ترك التلبية بعرفة ظنّ أن تركه لبغض عليّ - رضي اللَّه تعالى - عنه -، والظن قد يخطىء. والذي يظهر أن معاوية إنما تركه لعدم علمه بسنية التلبية فيها. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان. والحديث صحيح الإسناد، وهو من أفراد المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، أخرجه هنا - ١٩٧/ ٣٠٠٧ - فقط.

ودلالته على الترجمة واضحة، حيث إن ابن عبّاس - رضي اللَّه تعالى عنهما - قال: "تركوا السنة"، وقد سبق قريبًا أن قول الصحابيّ: "من السنة كذا" له حكم الرفع، عند جماهير المحدّثين. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

١٩٨ - (الْخُطْبَةُ بِعَرَفَةَ قَبْلَ الصَّلَاةِ)

٣٠٠٨ - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى, عَنْ سُفْيَانَ, عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ, عَنْ أَبِيهِ, قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, يَخْطُبُ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ, بِعَرَفَةَ, قَبْلَ الصَّلَاةِ).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (عمرو بن عليّ) الفلّاس البصريّ، ثقة ثبت [١٠] ٤/ ٤.

٢ - (يحيى) بن سعيد بن فرّوخ القطّان البصريّ الإمام الحجة الثبت [٩] ٤/ ٤.

٣ - (سفيان) بن سعيد الثوريّ الإمام الحجة الثبت الكوفيّ [٧] ٣٣/ ٣٧.

٤ - (سلمة نُبيط) -بنون، وموحّدة، مصغّرًا- ابن شَرِيط -بفتح المعجمة- ابن أنس