١٣٠ - الغُسْلُ منَ الَمنيِّ
أي هذا باب ذكر الحديث الدال على وجوب الاغتسال من أجل خروج المني، فمن تعليلية.
والمني: فعيل بمعنى مفعول. والتخفيف لغة، فيعرب إعراب المنقوص، وجمع المَنيّ مُنْيٌ، مثل بَريد وبُرُد، لكنه ألزم الإسكان للتخفيف. قاله في المصباح.
وفي (ق) وشرحه: والمنيّ كغني، ويخفف، والمنيةُ كرَمْيَة: ماء الرجل والمرأة، جمعه مُنْيٌ كَقُفْل. اهـ.
وجعل التخفيف في اللسان في الضرورة الشعرية، وعبارته: والمنيّ مشددًا: ماء الرجل، وأنشد ابن بَريٍّ للأخطل يهجو جريرًا (من الوافر):
مَنِيُّ العَبْدِ عَبْدِ أَبَي سُوَاجِ … أحَقُّ منَ المُدَامَةِ أنْ تَعِيبَا
قال: وقد جاء أيضا مخففا في الشعر، قال رُشَيد بن رُمَيض (من الوافر أيضا):
أتَحْلِفُ لا تَذُوقُ لَنَا طَعَامًا … وَتَشْرَبُ مَنْيَ عَبْدِ أبي سُوَاجِ؟ اهـ.
١٩٣ - أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا رَأَيْتَ الْمَذْيَ، فَاغْسِلْ ذَكَرَكَ، وَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، وَإِذَا فَضَخْتَ الْمَاءَ فَاغْتَسِلْ".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute