للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الزُّهْرِيِّ, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ,: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ الأُكْلَةُ وَالأُكْلَتَانِ, وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ» , قَالُوا: فَمَا الْمِسْكِينُ؟ يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: «الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى, وَلَا يَعْلَمُ النَّاسُ حَاجَتَهُ, فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، "نصر بن عليّ": هو الجهضميّ البصريّ الثقة الثبت، أحد مشايخ الأئمة الستة دون واسطة. و"عبد الأعلى" وهو ابن عبد الأعلى الساميّ، أبو محمد البصريّ الثقة.

وقوله: "الأكلة" -بالضمّ: اللُّقمة، وقد تقدّم ضبطها بالضمّ، والفتح، وبيان المعنى فيهما في شرح حديث أول الباب. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٢٥٧٤ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ, قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ, عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ بُجَيْدٍ, وَكَانَتْ مِمَّنْ بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, أَنَّهَا قَالَتْ: لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: إِنَّ الْمِسْكِينَ, لَيَقُومُ عَلَى بَابِي, فَمَا أَجِدُ لَهُ شَيْئًا, أُعْطِيهِ إِيَّاهُ, فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «إِنْ لَمْ تَجِدِى شَيْئًا, تُعْطِينَهُ إِيَّاهُ, إِلاَّ ظِلْفًا مُحْرَقًا, فَادْفَعِيهِ إِلَيْهِ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "سعيد بن أبي سعيد": هو المقبريّ. و"عبد الرحمن ابن بُجَيد" بن وهب الأنصاريّ الحارثيّ، له رؤية.

والحديث صحيح، تقدّم شرحه، والكلام على مسائله في "باب ردّ السائل" -٧٠/ ٢٥٦٥ - فراجعه هناك تستفد، وباللَّه تعالى التوفيق.

وقوله: "إن لم تجدي الخ" يعني أنه لا ينبغي أن يرجع من عندك محروما، بل أعطيه ولو شيئًا يسيرًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أُنيب".

٧٧ - (الْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ)

أي هذا باب ذكر الحديثين الدّالّين على ذمّ الفقير المختال، وهو المتكبّر، وقيل: هو الصَّلِفُ المتباهي الْجَهُول الذي يَأْنَف من ذوي قرابته إذا كانوا فقراء، ومن جيرانه إذا كانوا كذلك، ولا يُحسن عِشْرَتهم، ويقال: هو ذو خَيْلَة أيضًا؛ قال الراجز:

يَمْشِي مِنَ الْخَيْلَةِ يَوْمَ الْوِرْدِ … بَغيًا كَمَا يَمْشِي وَليُّ الْعَهْدِ.

والخالُ، والْخَيل -بفتح، فسكون- والْخُيَلاءُ -بالضمّ- والْخِيَلاء -بالكسر-