هو شق الخثعميّة، سمّي آخر لكون الفضل كان ناظرًا قبل ذلك إلى غير شقّها. واللَّه تعالى أعلم. قاله السنديّ -رحمه اللَّه تعالى- (١). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أُنيب".
…
١٣ - (حَجِّ الرَّجُلِ عَنِ الْمَرْأَةِ)
٢٦٤٣ - (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ -وَهُوَ ابْنُ هَارُونَ- قَالَ: أَنْبَأَنَا هِشَامٌ, عَنْ مُحَمَّدٍ, عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ, عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ, عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ, أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَجَاءَهُ رَجُلٌ: فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنَّ أُمِّي عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ, وَإِنْ حَمَلْتُهَا لَمْ تَسْتَمْسِكْ, وَإِنْ رَبَطْتُهَا خَشِيتُ أَنْ أَقْتُلَهَا, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكَ دَيْنٌ, أَكُنْتَ قَاضِيَهُ؟» , قَالَ: نَعَمْ, قَالَ: «فَحُجَّ عَنْ أُمِّكَ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث ضعيف؛ لأن فيه انقطاعًا؛ لأن سليمان لم يسمع عن الفضل، كما قاله المصنّف -رحمه اللَّه تعالى- في -١٠/ ٥٣٩٥ - . "كتاب آداب القضاة".
وقال الحافظ أبو الحجّاج المزّيّ -رحمه اللَّه تعالى- في "تحفة الأشراف" -٨/ ٢٦٤ - ٢٦٥ - بعد نقل كلام المصنّف هذا: ما نصّه: رُوي عن سليمان بن يسار، عن عبد اللَّه بن عباس، عن أخيه الفضل بن عبّاس.
ورواه عليّ بن عاصم، عن يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن عبد اللَّه بن عبّاس. وقال: قلنا ليحيى: إن محمدًا -يعني ابن سيرين- حدّث عنك أنك حدّثت بهذا الحديث، عن سليمان بن يسار، عن الفضل بن عبّاس. فقال: ما حفظته إلا عن عبيد اللَّه بن عبّاس.
وقال محمد بن عمر الواقديّ: روى أيوب السختيانيّ هذا الحديث عن سليمان بن يسار، عن عبد اللَّه بن عبّاس، ولم يشكّ، وهو أقرب إلى الصواب؛ لأن الفضل بن عبّاس توفّي في زمن عمر بن الخطّاب بالشأم في طاعون عمواس، سنة ثمان عشرة، ولم يدركه سليمان بن يسار، وعبيد اللَّه بن العبّاس قد بقي إلى دهر يزيد بن معاوية بن
(١) - "شرح السنديّ" ج ٥ص ١١٩ - ١٢٠.