للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحاء المهملة، من الحلّ، ثلاثيًّا، من باب نصر، أي لم يَفُكَّ ما على الجمال من الأحمال (آخِرُ النَّاس) بالرفع على الفاعلية (حَتَّى صَلَى) وفي الرواية الآتية في الباب التالي: "أقبلنا نسير حتى بلغنا المزدلفة، فأناخ، فصلّى المغرب، ثم بعث إلى القوم، فأناخوا في منازلهم، فلم يحلّوا حتى صلى رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - العشاء الآخرة، ثم حلّ الناس، فنزلوا". وإنما صنعوا ذلك رفقًا بالدوابّ، أو للأمن من تَشَوُّشِهِمْ بها. وفي رواية للبخاريّ من طريق مالك عن موسى بن عقبة: "حتى جاء المزدلفة، فتوضّأ، فأسبغ الوضوء، ثم أُقيمت الصلاة، فصلّى المغرب، ثم أناخ كلّ إنسان بعيره في منزله، ثم أُقيمت الصلاةُ، فصلّى، ولم يُصلّ بينهما".

وفيه إشعار بأنه خفّف القراءة في الصلاتين، وأنه لا بأس بالعمل اليسير بين الصلاتين اللتين يُجمع بينهما، ولا يقطع ذلك الجمع، وأنه لا يشرع التنفّل بين الصلاتين.

والحديث متّفق عليه، وسبق الكلام في تخريجه في الحديث الماضي. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

٢٠٧ - (الْجَمْعُ بَيْنَ الصَّلَاَتيْنِ بِالْمُزْدَلِفَةِ)

٣٠٢٧ - (أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ, عَنْ حَمَّادٍ, عَنْ يَحْيَى, عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ, عَنْ أَبِي أَيُّوبَ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وكلهم تقدّموا غير مرّة. و"حماد": هو ابن زيد. و"يحيى": هو ابن سعيد الأنصاريّ. و"عبد اللَّه بن يزيد" هو الْخَطْميّ الأنصاريّ صحابيّ صغير، ولي الكوفة لابن الزبير - رضي اللَّه تعالى عنهما -. و"أبو أيوب": هو الصحابي المشهور، واسمه خالد بن زيد بن كليب الأنصاريّ من كبار الصحابة - رضي اللَّه تعالى عنهم -.

وقوله: "بجمع" -بفتح الجيم، وسكون الميم- أي بالمزدلفة، وسميت به لاجتماع