للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بفتحتين: وقال: نسبة إلى جزيرة صَقَليّة في بحر الروم (١).

وقوله: "وَرَجَاءِ ثَوَابِهِ": أي أنه لا يريد عوضًا على عتقه، مثل ما تقدّم في الكتابة. وقوله: "فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ": كناية عن المولى. وتمام شرح هذا العقد يُعلم مما سبق. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع، والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعتُ، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكّلتُ، وإليه أنيب".

١٠ - (عِتْقٌ)

أي هذا كتاب عقد عتق العبد.

(هَذَا كِتَابٌ, كَتَبَهُ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ, طَوْعًا فِي صِحَّةٍ مِنْهُ, وَجَوَازِ أَمْرٍ, وَذَلِكَ فِي شَهْرِ كَذَا, مِنْ سَنَةِ كَذَا, لِفَتَاهُ الرُّومِىِّيِّ, الَّذِي يُسَمَّى فُلَانًا, وَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِي مِلْكِهِ وَيَدِهِ, إِنِّي أَعْتَقْتُكَ, تَقَرُّبًا إِلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-, وَابْتِغَاءً لِجَزِيلِ ثَوَابِهِ, عِتْقًا بَتًّا, لَا مَثْنَوِيَّةَ فِيهِ, وَلَا رَجْعَةَ لِي عَلَيْكَ, فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ, وَالدَّارِ الآخِرَةِ, لَا سَبِيلَ لِي, وَلَا لأَحَدٍ عَلَيْكَ, إِلاَّ الْوَلَاءَ, فَإِنَّهُ لِي, وَلِعَصَبَتِي مِنْ بَعْدِي).

قوله: "لِفَتَاهُ الرُّوميِّ: أي المنسوب إلى الرُّوم: جِيل من ولد الروم بن عيصو. قاله في "القاموس".

وقوله: "عِتْقًا بَتًّا" بفتح الموحّدة، وتشديد التاء الفوقانيّة: أي مقطوعًا. وقوله: "لا مَثْنَوِيَّةَ فِيهِ" بفتح الميم، وسكون المثلّثة، وتشديد ياء النسبة: أي لا رجوع فيه، فيكون مبيّنًا لمعنى البتّ، ويكون قوله:، وَلَا رَجْعَةَ لِي عَلَيْكَ" عطف تفسير له.

وقول: "وَلِعَصَبَتِي مِنْ بَعْدِي" يعني أن ولاءه يرثه منه عصبته الذين يرثون ماله. وتمام شرح العقد المذكور يُعلم مما سبق. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع، والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعتُ، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكّلتُ، وإليه أنيب".


(١) "لبّ اللباب" ٢/ ٧٣.