للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تَرْعَى رَعْيًا، فهي راعيةٌ: إذا سَرَحَتْ بنفسها، ورعيتُها أرعاها، يُستعمل لازمًا، ومتعدّيًا، والفاعل راعٍ، والجمع رُعاة بالضمّ، مثلُ قاض وقُضاة، وقيل أيضاً رِعاء بالكسر والمدّ، ورُعْيان، مثلُ رُغْفان. قاله الفيّوميّ (فِي قِبَلِ أُحُدٍ) بكسر القاف، وفتح الموحّدة، وزان عِنَب: الجهة: أي فِي جهة أحد، و"أحُد" بضمتين: الجبل المعروف بالمدينة منْ جهة الشام، وكان به الوقعة المشهورة فِي أوائل شوّال، سنة ثلاث منْ الهجرة، وهو مذكّرٌ، فينصرف، وقيل: يجوز تأنيثه، عَلَى توهّم البقعة، فيُمنَعُ منْ الصرف (فَعُرِضَ لَهَا) بالبناء للمفعول: أي ظهر لها، وحلّ بها عارض أدّى إلى موتها (فَنَحَرَهَا بِوَتَدٍ) بفتح الواو، وكسر التاء فِي لغة الحجاز، وهي الفصحى، وجمعه أوتاد، وفتح التاء لغة، وأهلُ نجد يُسكنون التاء، فيُدغمون بعد القلب، فيبقى وَدّ، يقال: وتدتُ الوتد أتِدُه، منْ باب وعد: إذا أثبتّه بحائط، أو بالأرض، وأوتدته بالألف لغة. قاله الفيّوميّ (فَقُلْتُ لِزَيْدٍ) الظاهر أن القائل هو جرير، ويحتمل أن يكون أيوب. والله تعالى أعلم (وَتَدٌ مِنْ خَشَبٍ، أَوْ حَدِيدٍ؟، قَالَ: لا) أي ليس حديدًا (بَلْ) هو (خَشَبٌ، فَأَتَى النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلَهُ) أي عن حكم أكلها (فَأَمَرَهُ) صلّى الله تعالى عليه وسلم (بِأَكْلِهَا) وهذا هو محلّ الترجمة، حيث أمره -صلى الله عليه وسلم- بأكل ما ذبحه بالوتد، وهو منْ العود، فدلّ عَلَى جواز الذبح بالعود. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

والحديث صحيح، وهو منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -١٩/ ٤٤٠٤ - وفي "الكبرى" ٢٠/ ٤٤٩٢. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريدُ إلا الإصلاح، ما استطعتُ، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".

٢٠ - (النَّهْيُ عَنِ الذَّبْحِ بِالظُّفُرِ)

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: قَالَ الفيّوميّ رحمه الله تعالى: الظفر للإنسان مذكّرٌ، وفيه لغات: [أفصحها]: بضمّتين، وبها قرأ السبعة فِي قوله تعالى: {حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} الآية [الأنعام: ١٤٦]، [والثانية]: الإسكان للتخفيف، وقرأ بها الحسن البصريّ، والجمع أظفار، وربّما جُمع عَلَى أظفر، مثلُ رُكن وأركُن. [والثالثة]: بكسر الظاء، وزانُ حِمْل. [والرابعة]: بكسرتين؛ للإتباع، وقُرىء بهما فِي الشاذّ.