٢٩ - (الدُّهْنُ)
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: هو -بضمّ الدال المهملة، وسكون الهاء-: ما يُدهن به، منْ زيت، وغيره، وجمعه دِهَانٌ بالكسر. ودَهَنتُ الشعر، وغيره دَهْناً، منْ باب قتل، وادّهَنَ افتعل: تطلَّى بالدهن، وأدهن عَلَى أفعل. والْمُدْهُنُ بضم الميم والهاء: ما يُجعل فيه الدهن، وهو منْ النوادر التي جاءت بالضمّ، وقياسه الكسر؛ لأنه اسم آلة.
قَالَ ابن مالك رحمه الله تعالى فِي "لاميّته":
كَمِفْعَلٍ وَكَمِفْعَالٍ وَمِفْعَلَةٍ … مِنَ الثُّلاثِي صُغِ اسْمَ مَا بِهِ عُمِلا
شَذَّ الْمُدُقُّ ومُسْعُطٌ وُمُكْحُلَةٌ … وَمُدْهُنٌ مُنْصُلٌ وَالآتِي مِنْ نَخَلا
وَمَنْ نَوَى عَمَلاً بِهنَّ جَازَ لَهُ … فِيهِنَّ كَسْرٌ وَلَمْ يَعْبَأ بِمَنْ عَذَلا
والله تعالى أعلم بالصواب.
٥١١٦ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، سُئِلَ عَنْ شَيْبِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ قَالَ: "كَانَ إِذَا ادُّهِنَ رَأْسُهُ، لَمْ يُرَ مِنْهُ، وَإِذَا لَمْ يُدَّهَنْ رُئِيَ مِنْهُ").
رجال هَذَا الإسناد: خمسة:
١ - (محمد بن المثنى) أبو موسى الْعَنَزيّ البصريّ، ثقة حافظ [١٠] ٦٤/ ٨٠.
٢ - (أبو داود) سليمان بن داود بن الجارود الطيالسيّ البصريّ، ثقة حافظ [٩] ١٣/ ٣٤٣.
٣ - (شعبة) بن الحجاج الإمام الحجة الثبت [٧] ٢٤/ ٢٧.
٤ - (سماك) بن حرب بن أوس بن خالد الذُّهْليّ البكريّ، أبو المغيرة الكوفيّ، صدوقٌ، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وَقَدْ تغيّر بآخره، فكان ربّما يُلقّن [٤] ٢/ ٣٢٥.
٥ - (جابر سمرة) بن جُنادة السُّوَائيّ الصحابيّ ابن الصحابيّ رضي الله تعالى عنهما، نزل الكوفة، ومات بعد سنة سبعين، وتقدّم فِي ٢٨/ ٨١٦. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أن شيخه محمد بن المثنّى أحد التسعة الذين رَوَى عنهم الجماعة أصحاب الأصول الستة بلا واسطة، وَقَدْ جمعتهم بقولي: