للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله تعالى، وهو بيان استحباب الكحل، وهو للرجال والنساء. (ومنها): تأكّد الاستحباب فِي الاكتحال بالإثمد، وَقَدْ ورد التنصيص عليه بلفظ الأمر، فقد أخرج الترمذيّ، وحسّنه، واللفظ له، وابن ماجه، وصححه ابن حبّان منْ حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، رفعه: "اكتحلوا بالإثمد، فإنه يجلو البصر، ويُنبت الشعر"، وأخرجه الترمذيّ، منْ وجه آخر، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فِي "الشمائل". وَقَدْ جاء منْ حديث جابر -رضي الله عنه-، أخرجه فِي "الشمائل"، وابن ماجه، وابن عدي، منْ ثلاث طرق، عن ابن المنكدر عنه، بلفظ: "عليكم بالإثمد، فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر"، وعن عليّ -رضي الله عنه- عند ابن أبي عاصم، والطبراني، ولفظه: "عليكم بالأثمد، فإنه مَنْبَتَةٌ للشعر، مَذْهَبَةٌ للقَذَي مَصْفَاة للبصر"، وسنده حسن. وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما بنحوه عند الترمذيّ، فِي "الشمائل"، وعن أنس -رضي الله عنه- فِي "غريب مالك" للدارقطني، بلفظ: "كَانَ يأمرنا بالإثمد". وعن سعيد بن هَوْذة، عند أحمد، بلفظ: "اكتحلوا بالإثمد، فإنه … " الْحَدِيث، وهو عند أبي داود، منْ حديثه، بلفظ: "إنه أمر بالإثمد الْمُرَوّح عند النوم". وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- بلفظ: "خير أكحالكم الإثمد، فإنه … " الْحَدِيث، أخرجه البزار، وفي سنده مقال. وعن أبي رافع -رضي الله عنه- أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "كَانَ يكتحل بالإثمد"، أخرجه البيهقي، وفي سنده مقال. وعن عائشة رضي الله تعالى عنها: "كَانَ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- إثمد يكتحل به، عند منامه، فِي كل عين ثلاثا"، أخرجه أبو الشيخ فِي "كتاب أخلاق النبيّ -صلى الله عليه وسلم-"، بسند ضعيف.

[تنبيه]: قَالَ فِي "الفتح" ١١/ ٣٠٦ - : ما معناه: ورد الأمر بالاكتحال وترا منْ حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- فِي "سنن أبي داود"، ووقع فِي بعض الأحاديث التي تقدّمت الإشارة إليها كيفية الاكتحال، وحاصله ثلاثا فِي كل عين، فيكون الوتر فِي كل واحدة عَلَى حدة، أو اثنتين فِي كل عين، وواحدة بينهما، أو فِي اليمين ثلاثا، وفي اليسرى ثنتين، فيكون الوتر بالنسبة لهما جميعا، وأرجحها الأول. انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".

***