قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: ظاهر عبارة المصنّف رحمه الله تعالى يدلّ عَلَى أن رؤية النبيّ -صلى الله عليه وسلم- للبس صهيب -رضي الله عنه- خاتم الذهب كَانَ بعد التحريم، وفيه نظر؛ إذ يحتمل أن يكون قبل التحريم، وإنما لبسه فِي عهد عمر -رضي الله عنه- لكونه لم يبلغه النسخ، فلا يكون الْحَدِيث دليلاً عَلَى الرخصة، وأيضًا الْحَدِيث غير صحيح، كما سيأتي قريباً، فلا يُعارض أدلة التحريم، فتنبّه. والله تعالى أعلم.
[تنبيه]: الخاتم فيه ثماني لغات: فتح التاء، وكسرها، وهما واضحتان، وبتقديمها عَلَى الألف، مع كسر الخاء، ختام، وبفتحها، وسكون التحتانيّة، وضمّ المثنّاة، بعدها واو، خيتوم، وبحذف الياء، والواو، مع سكون المثتاة، خَتْمٌ، وبألف بعد الخاء، وأخرى بعد التاء، خاتام، وبزيادة تحتانيّة، بعد المثنّاة المكسورة، خاتيام، وبحذف الأولى، وتقديم التحتانيّة، خيتام، وَقَدْ نظمها فِي "الفتح"، فَقَالَ [منْ البسيط]:
أما الأول فذكر أبو البقاء فِي إعراب الشواذّ فِي الكلام عَلَى منْ قرأ "العألمين" بالهمز، قَالَ: ومثله الخأتم بالهمز. وأما الثاني فهو عَلَى الاحتمال، واقتصر كثيرون، منهم النوويّ عَلَى أربعة، والحقّ أن الْخَتْم، والْخِتَام مختصّ بما يُختم به، فتكمل الثمان فيه، وأما ما يُتزيّن به، فليس فيه إلا ستّة، وأنشدوا فِي الخاتيام، وهو أغربها قوله [منْ الرجز]: