للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٧٤ - (الأَقْرَاءُ)

٣٥٨٠ - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ, قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ, قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ, عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ, عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْمُغِيرَةِ, عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ, أَنَّ فَاطِمَةَ ابْنَةَ أَبِي حُبَيْشٍ حَدَّثَتْهُ, أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَشَكَتْ إِلَيْهِ الدَّمَ, فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "إِنَّمَا ذَلِكِ عِرْقٌ, فَانْظُرِي إِذَا أَتَاكِ قُرْؤُكِ فَلَا تُصَلِّي, فَإِذَا مَرَّ قُرْؤُكِ, فَلْتَطْهُرِي" قَالَ: "ثُمَّ صَلِّي مَا بَيْنَ الْقُرْءِ إِلَى الْقُرْءِ").

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، غير شيخه، فإنه من أفراده، وهو ثقة، وغير "المنذر بن المغير"، فإنه تفرد به هو، وأبو داود، ووثّقه ابن حبّان.

وقوله: "أن فاطمة بنت أبي حبيش" واسم أبيها قيس بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي الأسدية، مهاجرة جليلة، وهي غير فاطمة بنت قيس التي تقدمت قصتها في الأبواب الماضية، وقد سبق ترجمة فاطمة هذه في "الطهارة" برقم ١٣٤/ ٢٠١.

وقوله: "إنما ذلك عرق" بكسر الكاف على خطاب المرأة، إنما ذلكِ الدم الزائد على العادة السابقة، وذلك لأنه الدم الذي اشتكته، عرق -بكسر، فسكون-: زاد الدارقطنيّ، والبيهقيّ: "انقطع": أي دم عرق انقطع، فسال، لا دم حيض، فإنه من الرحم، والمراد أنه لا يمنع صلاة، ولا صومًا، ولا قربان زوج؛ لأنه ليس بالحيض الذي يمنع من هذه الأشياء.

وقوله: "إذا أتاك قرؤك": القرء فيه لغتان: الفتح، وجمعه قُرُوء، وأقْرُؤ، مثل فلس وفُلُوس، وأفلُس، والضمّ، ويُجمع على أقراء، مثل قفل وأقفال. قال أئمة اللغة: ويطلق على الطهر والحيض، وحكاه ابن فارس أيضًا، ثم قال: ويقال: إنه للطهر، وذلك أن المرأة الطاهر كأنّ الدم اجتمع في بدنها، وامتسك، ويقال: إنه للحيض، ويقال: اقرات: إذا حاضت، وأقرأت: إذا طهرت، فهي مقرىء. قاله الفيّوميّ. وقد تقدّم بأتمّ من هذا في "الطهارة" -١٣٥/ ٢٠٩ - "ذكر الأقراء"، فراجعه، تستفد. وباللَّه تعالى التوفيق.

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث صحيح، وقد أورده المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- في ثلاثة عشر موضعًا من هذا الكتاب، أولها في "أبواب الطهارة" -١٣٤/ ٢٠١ - "ذكر الاغتسال من الحيض"، وآخرها هذا الباب، وتقدم شرحه، وبيان مسائله غير