تنبيه: ومما التزمته غالبا في هذا الشرح أن ما كان مرتبا على حروف المعجم كأسماء الرجال مثل التقريب، وأصله، والخلاصة، وككتب اللغة، مثل المصباح و (ق) واللسان لا أذكر رقم صفحاته اكتفاء بكونه مرتبا على الحروف، فلا يصعب مراجعته، وبالتالي توفيرا للوقت، وأما ما كان غير مرتب كسائر شروح الأحاديث، وكتب الفقه، وغيرها فلا أترك ذلك، إما في أول الكلام، وهو قليل، وإما في آخره، وهو الكثير، إلا نسيانا. إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت، وإليه أنيب".
[فصل في ذكر أسانيدي إلى الإمام النسائي رحمه الله تعالى في هذا الكتب]
اعلم: أنه جرت عادة المحدثين قديما وحديثا أن يسوقوا أسانيدهم إلى أصحاب الكتب في أول شروعهم فيها قراءة، أو شرحًا أو غير ذلك.
قال إمام هذه الصناعة في المتأخرين، وحذام المحدثين لدى المحققين الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني [٧٧٣ - ٨٥٢ هـ] رحمه الله تعالى في أول شرحه العديم النظير "فتح الباري بشرح صحيح البخاري" ما نصه: وقد رأيت أن أبدأ الشرح بأسانيدي إلى الأصل بالسماع، أو بالإجازة، وأن أسوقها على نمط مخترع، فإني سمعت بعض الفضلاء يقول: الأسانيد أنساب الكتب، فأحببت أن أسوق هذه الأسانيد مساق الأنساب، فساق رحمه الله تعالى أسانيده إلى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في جامعه الصحيح.
قال الجامع: فأقول اقتداء بأئمة هذا الشأن: أخبرني بسنن الإمام الحافظ الجهبذ الناقد أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر