للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فراجعه تستفد. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أُنيب".

٥١ - (تَرْكُ التَّسْمِيَةِ عِنْدَ الإِهْلَالِ)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الظاهر أن المصنّف -رحمه اللَّه تعالى- أشار بهذه الترجمة إلى أن تسمية الحجّ، أو العمرة في أول الإهلال ليست واجبة، ووجه الاستدلال عليه بحديثي الباب أن قوله: "لا ننوي إلا الحجّ" صريح في أنهم حينما أنشأوا الإحرام أنشأوه بنية الحجّ، ثم أمرهم رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - بفسخه بعمل العمرة، فتحللوا بذلك، فدلّ على أن تسمية النسك المعيّن حال الإحرام غير واجبة؛ لأنه لو كان واجبًا لما جاز أداء العمرة دون أن يسموها في وقت الإهلال، وهو استدلال واضح. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

٢٧٤٠ - (أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي, قَالَ: أَتَيْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ, فَسَأَلْنَاهُ عَنْ حَجَّةِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, مَكَثَ بِالْمَدِينَةِ, تِسْعَ حِجَجٍ, ثُمَّ أُذِّنَ فِي النَّاسِ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - فِي حَاجِّ هَذَا الْعَامِ, فَنَزَلَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ, كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ (١) اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَيَفْعَلُ مَا يَفْعَلُ, فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, لِخَمْسٍ بَقِينَ, مِنْ ذِى الْقَعْدَةِ, وَخَرَجْنَا مَعَهُ, قَالَ جَابِرٌ: وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, بَيْنَ أَظْهُرِنَا, عَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآنُ (٢) , وَهُوَ يَعْرِفُ تَأْوِيلَهُ (٣) , وَمَا عَمِلَ بِهِ, مِنْ شَيْءٍ, عَمِلْنَا, فَخَرَجْنَا لَا نَنْوِي إِلاَّ الْحَجَّ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، و"يعقوب ابن إبراهيم": هو الدورقيّ. و"يحيى بن سعيد": هو القطّان.

وقوله: "تسع حجج" بكسر الحاء المهملة، وبجيم مكرّرة: أي تسع سنين. وقوله: "ثم أذن" بتشديد الذال المعجمة، من التأذين، وهو الإعلام. أو بمدّ الهمزة، من الإيذان، وهو بمعناه: أي نادى، وأعلم، والمراد أنه أمر بالنداء، فنادى المنادي. ويحتمل أن يكون الفعل بضبطيه السابقين مبنيًّا للمفعول. أي أُعلم بذلك. واللَّه تعالى أعلم.

وقوله: "حاجّ في هذا العام"، وفي بعض النسخ: "في حاجّ هذا العام" بإضافة "حاجّ"


(١) - وفي نسخة: "يأتمّ رسول اللَّه" بإسقاط الباء.
(٢) - وفي نسخة: "الوحي".
(٣) - وفي نسخة: "بتأويله"، ولعل الباء زائدة.