والثلاثة الأولون بصريون والباقون كوفيون.
وقوله: "يَشُوص فاه" أي يدلك أسنانه، ويُنَقِّيها، وقيل: هو أن يستاك من سُفل إلى عُلو، وأصل الشوص الغَسْل. وتقدم تمام الكلام فيه في الباب المذكور .. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
١٦٢٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى, قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, عَنْ حُصَيْنٍ, قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ, يُحَدِّثُ عَنْ حُذَيْفَةَ, قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ, يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا طريق آخر لحديث حذيفة - رضي اللَّه عنه - المذكور قبله، وفيه تصريح حصين بالسماع من أبي وائل.
و"خالد" هو بن الحارث، أبو عثمان الْهُجَيمي البصري المثبت. واللَّه تعالى أعلم بالصواب, وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه, عليه توكلت، وإليه أنيب".
…
١١ - ذِكْرُ الاخْتِلَافِ عَلَى أَبِي حَصِينٍ، عُثمَانَ بنِ عَاصِمٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: وجه الاختلاف فيه أن أبا سِنَان رواه عن أبي حَصين، عن شقيق، وهو أبو وائل، عن حُذيفة - رضي اللَّه تعالى عنه -، وخالفه إسرائيل، فرواه، عن أبي حَصين، عن شقيق قولَه، ولم يذكر فيه حذيفة - رضي اللَّه تعالى عنه -.
والذي يظهر لي أن كلا الطريقين لا يَصِحّان, لأن الحفاظ من أصحاب أبي وائل رووه عن حذيفة - رضي اللَّه عنه -، من فعل النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، لا من قوله، فقدرواه منصور، والأعمش، وحُصين بن عبد الرحمن، عندهم عن أبي وائل، عن حذيفة - رضي اللَّه تعالى عنه -: "كان رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك". وقد تقدم تخريج الطرُق كلها في الباب الثاني من "أبواب الطهارة" واللَّه تعالى أعلم بالصواب.