للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٧٥ - (الرَّمَلُ بَيْنَهُمَا)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الظاهر أنه أراد بالرمل السعي بينهما، ويؤيّده حديث جابر - رضي اللَّه عنه - الآتي بعد ثلاثة أبواب، لكن في التعبير به تجوّز؛ لأن السعي أشدّ إسراعًا من الرمل، والحديث الذي احتجّ به ضعيف، كما سيأتي الكلام عليه، إن شاء اللَّه تعالى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

٢٩٧٩ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, قَالَ: سَأَلُوا ابْنَ عُمَرَ, هَلْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, رَمَلَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟ , فَقَالَ: كَانَ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ النَّاسِ, فَرَمَلُوا, فَلَا أُرَاهُمْ رَمَلُوا, إِلاَّ بِرَمَلِهِ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "محمد بن منصور": هو الْجَوّاز المكيّ. و"سفيان": هو ابن عيينة.

و"صدقة بن يسار" الْجَزَريّ، نزيل مكة، ثقة [١٠].

قال عبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه: ثقة من الثقات. وقال ابن معين، والنسائيّ، ويعقوب بن سفيان: ثقة. وقال أبو حاتم: صالح. وقال الآجرّيّ، عن أبي داود: ثقة، قال: قلت له: من أهل مكة؟ فقال: من أهل الجزيرة سكن مكة. وقال له سفيان: بلغني أنك من الخوارج؟ قال: كنت منهم، فعافاني اللَّه منه. قال أبو داود: كان متوحّشًا، يصلي بمكة جمعة، وبالمدينة جمعة. وقال ابن سعد: توفّي في أول خلافة بني العباس، وكان ثقة، قليل الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات". وذكر بعضهم أنه عمّ محمد بن إسحاق بن يسار، وهو وَهَمٌ ممن قاله. روى له الجماعة، إلا البخاريّ، والترمذي. وليس له عند المصنّف غير حديث الباب.

وقوله: "فلا أُراهم" بضم الهمزة، أي فلا أظنهم.

والحديث ضعيف؛ للانقطاع، فإن الزهريّ لم يسمع من ابن عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما - شيئًا، كما نصّ على ذلك الأئمة: أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، وغيرهم -رحمهم اللَّه تعالى-، انظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" ٣/ ٦٩٨ - ٦٩٩. وهو من أفراد المصنف، أخرجه هنا - ١٧٥/ ٢٩٧٩ - وفي "الكبرى" ١٧٥/ ٣٩٧٢. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".