للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".

١٤٢ - (بَابُ التَّجَافِي فِي السُّجُودِ)

أي هذا باب ذكر الحديث الدّالّ على مشروعية التجافي في حال السجود.

و"التجافي": مصدر "تجافى"، "يتجافى": إذا تباعد. ويقال فيه: "المجافاة" أيضا، قال ابن مالك رحمه الله تعالى:

لِفَاعَلَ الْفعَالُ وَالْمُفَاعَلَهْ … وَغَيْرُ مَامَرَّ السَّمَاعُ عَادَلَهْ

والمراد بالتجافي هنا: تباعد الأعضاء بعضها عن بعض، كاليدين عن الجنبين، والبطن عن الفخذين. والله تعالى أعلم بالصواب.

١١٠٩ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ -وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَصَمِّ- عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ -وَهُوَ ابْنُ الأَصَمِّ- عَنْ مَيْمُونَةَ: "أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا سَجَدَ جَافَى يَدَيْهِ، حَتَّى لَوْ أَنَّ بَهْمَةً أَرَادَتْ أَنْ تَمُرَّ تَحْتَ يَدَيْهِ مَرَّتْ").

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (قتيبة) بن سعيد البغلاني، ثقة ثبت [١٠] تقدم ١/ ١.

٢ - (سفيان) بن عيينة الإمام الحجة الثبت [٨] تقدم ١/ ١.

٣ - (عبيد الله بن عبد الله بن الأصم) العامري، مقبول [٦]. تقدم ٥٠/ ٨٥٠.

[تنبيه]: اختلفت نسخ "المجتبى" في هذا الاسم، فأكثر النسخ، وهو الذي في "الكبرى" "عبيد الله" مصغرا، ووقع في بعضها "عبد الله" مكبرا. وكذا وقع الاختلاف فيه عند غير المصنف.

قال النووي رحمه الله تعالى في "شرح مسلم": قوله: أخبرنا ابن عيينة، عن عبيد الله ابن عبد الله بن الأصم، عن عمه يزيد بن الأصمّ. . . وفي الرواية الأخرى: أخبرنا مروان بن معاوية الفزاري، قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن يزيد بن الأصم. . .

هكذا وقع في بعض الأصول: عبيد الله بن عبد الله بتصغير الأول في الروايتين، وفي بعضها "عبد الله" مكبرا في الموضعين، وفي أكثرها بالتكبير في الرواية الأولى، والتصغير في الرواية الثانية، وكله صحيح، فـ"عبد الله"، و"عبيد الله" أخوان، وهما ابنا عبد الله بن الأصم، وعبد الله بالتكبير أكبر من عبيد الله، وكلاهما رويا عن عمه يزيد بن