أعظم حقًّا، مثل عليّ -رضي الله عنه-، وَقَدْ رُوي أن المنافقين إنما كانوا يُعرفون ببغض عليّ -رضي الله عنه-، ومن هو أفضل منْ عليّ، كأبي بكر، وعمر رضي الله تعالى عنهما، فهو أولى بذلك، ولذلك قيل: إن حبهما منْ فرائض الدين. وقيل: إنه يرجى عَلَى حبّهما ما يُرجى عَلَى التوحيد منْ الأجر. انتهى "شرح البخاريّ لابن رَجَب" رحمه الله تعالى ١/ ٦٤ - ٦٦. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريدُ إلا الإصلاح، ما استطعتُ، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
…
٢٠ - (عَلَامَةُ الْمُنَافِقِ)
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"النفاق": لغة مخالفة الباطن للظاهر، فإن كَانَ فِي اعتقاد الإيمان، فهو نفاق الكفر، وإلا فهو نفاق العمل، ويدخل فيه الفعل، والترك، وتتفاوت مراتبه. قاله فِي "الفتح" ١/ ١٢٥.
وَقَالَ فِي "المفهم" ١/ ٢٤٩ - : قَالَ ابن الأنباريّ فِي تسمية المنافق منافقًا ثلاثة أقوال: [أحدها]: أنه سُمّي بذلك؛ لأنه يستر كفره، فأشبه الداخل فِي النَّفَق، وهو السَّرَبُ. [وثانيها]: أنه شُبّه باليربوع الذي له جُحْرٌ، يقال له: القاصعاءُ، وآخر يقال له النافقاء، فإذا أُخذ عليه منْ أحدهما خرج منْ الآخر، وكذلك المنافق يخرُج منْ الإيمان منْ غير الوجه الذي يَدخُل فيه. [وثالثها]: أنه شُبّه باليربوع منْ جهة أن اليربوع يَخرق فِي الأرض، حَتَّى إذا قارب ظاهرها أرَقّ التراب، فإذا رابه ريب دفع التراب برأسه، فخرج، فظاهر جحره تراب، وباطنه حفر، وكذلك المنافق ظاهره الإيمان، وباطنه الكفر. انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب.