للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢ - (محمد بن جعفر) المعروف بغندر البصريّ، ثقة صحيح الكتاب [٩] ٢١/ ٢٢.

٣ - (سليمان) بن مِهْرَان الأعمش الكوفيّ، ثقة حافظ ورع، يدلّس [٥] ١٧/ ١٨.

٤ - (عبد الله بن مرّة) الهمدانيّ الخارفيّ الكوفيّ، ثقة [٣] ١٧/ ١٨٦٠.

٥ - (مسروق) بن الأجاع بن مالك، أبو عائشة الْهمدانيّ المخضرم، ثقة فقيه عابد [٢] ٩٠/ ١١٢.

٦ - (عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي الله تعالى عنهما ٨٩/ ١١١. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ سدسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين إلى شعبة، والباقون كوفيّون، والصحابيّ قد دخل الكوفة. (ومنها): أن فيه ثلاثة منْ ثقات التابعين يروي بعضهم عن بعض: الأعمش، عن عبد الله بن مرّة، عن مسروق. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو) بن العاص رضي الله تعالى عنهما (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-) أنه (قَالَ: "أَرْبَعَةٌ) أي أربعة أمور، وللشيخين: "أربع" بدون هاء: أي أربع خصال.

[فإن قيل]: عدّ هَذَا الْحَدِيث أربع خصال، وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- التالي: "آية النفاق ثلاث"، ومثله فِي أثر ابن مسعود -رضي الله عنه- الآتي بعده، فكيف يوفق بين الحديثين؟.

[قلت]: أجاب القرطبيّ رحمه الله تعالى باحتمال أنه استجدّ له -صلى الله عليه وسلم- منْ العلم بحالهم، ما لم يكن عنده، فإما بالوحي، وإما بالمشاهدة لتلك منهم.

وَقَالَ الحافظ: ليس بين الحديثين تعارض؛ لأنه لا يلزم منْ عدّ الخصلة المذمومة، الدالة عَلَى كمال النفاق، كونها علامة عَلَى النفاق؛ لاحتمال أن تكون العلامات دالات عَلَى أصل النفاق، والخصلة الزائدة، إذا أضيفت إلى ذلك كمل بها خلوص النفاق، عَلَى أن فِي رواية مسلم منْ طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، ما يدلّ عَلَى إرادة عدم الحصر، فإن لفظه: "منْ علامة المنافق ثلاث"، وكذا أخرج الطبراني فِي "الأوسط" منْ حديث أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه-، وإذا حمل اللفظ الأول -يعني: "علامة المنافق ثلاث"- عَلَى هَذَا لم يرد السؤال، فيكون قد أخبر ببعض العلامات فِي وقت، وببعضها فِي وقت آخر.

وَقَالَ القرطبيّ أيضًا، والنووي: حصل منْ مجموع الروايتين خمس خصال؛ لأنهما