للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العلم عَلَى خلافه؛ لأن الظباء إذا تأنّست لم تَحرُم، والأهليّ إذا توحّش لم يحلّ، ولا يتغيّر منها شيء عن أصله، وما كَانَ عليه. قَالَ عطاء فِي حمار الوحش: إذا تناسل فِي البيوت، لا تزول عنه أسماء الوحش. انتهى (١).

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: قد تبيّن بهذا أن الصواب ما عليه الجمهور منْ حلّ الحمار الوحشيّ؛ لوضوح أدلّته. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح، ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلتُ، وإليه أنيب".

٣٣ - (باب إِبَاحَةِ أَكْلِ لُحُومِ الدَّجَاجِ)

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "الدجاج" هو اسم جنس مثلث الدال، ذكره المنذري فِي الحاشية وابن مالك وغيرهما، ولم يحك النوويّ الضم، والواحدة دجاجة مثلث أيضاً، وقيل: إنّ الضم فيه ضعيف، قَالَ الجوهري: دخلتها الهاء للوحدة مثل الحمامة، وأفاد إبراهيم الحربي فِي غريب الْحَدِيث أن الدجاج بالكسر اسم للذكران دون الإناث، والواحد منها ديك، وبالفتح الإناث دون الذكران، والواحدة دجاجة بالفتح أيضاً، قَالَ: وسمي لإسراعه فِي الإقبال والادبار منْ دج يدج إذا أسرع، قلت: ودجاجة اسم امرأة وهي بالفتح فقط، ويسمى بها الكبة منْ الغزل قاله فِي "الفتح" (٢). والله تعالى أعلم بالصواب.

٤٣٤٨ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ، أَنَّ أَبَا مُوسَى، أُتِيَ بِدَجَاجَةٍ، فَتَنَحَّى رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُهَا تَأْكُلُ شَيْئًا، قَذِرْتُهُ فَحَلَفْتُ أَنْ لَا آكُلَهُ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: ادْنُ فَكُلْ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْكُلُهُ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْ يَمِينِهِ).

رجال هَذَا الإسناد: ستة:

١ - (محمد بن منصور) الجوّاز المكيّ، ثقة [١٠] ٢٠/ ٢١.


(١) "المغني" ١٣/ ٣٢٤.
(٢) "الفتح" جـ ١١ ص ٧٧.