للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٥ - (بَابُ إِرْسالِ الرَّجُلِ إِلَى زَوْجَتِهِ بِالطَّلَاقِ)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: غرض المصنّف -رحمه اللَّه تعالى- بهذا بيان مشروعيّة إرسال الزوج إلى امرأته بطلاقها؛ لحديث فاطمة بنت قيس - رضي اللَّه تعالى عنها - المذكور في الباب، كما أنه بين في الباب الماضي جواز مواجهته لها به، لقصّة الْجَوْنيّة، فلا فرق في جوازه، ووقوعه بين مخاطبتها به مواجهةً، وبين إرساله به إليها من بعيد. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

٣٤٤٦ - (أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ, عَنْ سُفْيَانَ, عَنْ أَبِي بَكْرٍ, وَهُوَ ابْنُ أَبِي الْجَهْمِ, قَالَ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ, تَقُولُ: أَرْسَلَ إِلَيَّ زَوْجِي بِطَلَاقِي, فَشَدَدْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي, ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَالَ: «كَمْ طَلَّقَكِ؟» , فَقُلْتُ: ثَلَاثًا, قَالَ: «لَيْسَ لَكِ نَفَقَةٌ, وَاعْتَدِّي فِي بَيْتِ ابْنِ عَمِّكِ, ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ, فَإِنَّهُ ضَرِيرُ الْبَصَرِ, تُلْقِينَ ثِيَابَكِ عِنْدَهُ, فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُكِ, فَآذِنِينِي …». مُخْتَصَرٌ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، وكلهم تقدّموا. و"عبد الرحمن": هو ابن مهديّ. و"سفيان": هو الثوريّ. و"أبو بكر بن أبي الْجَهْم": هو ابن عبد اللَّه بن أبي الجهم العدويّ، نُسب لجدّه، ثقة [٤] ١٧/ ١٥٣٣.

وقولها: "ثلاثًا" أي طلّقني ثلاث تطليقات، وقد تقدّم أن المراد آخر ثلاث تطليقات، لا أنه طلّقها ثلاثًا بكلمة واحدة؛ لما بينته الروايات الأخرى، فتنبّه.

وقوله: "مختصرٌ" بالرفع خبر لمحذوف، أي هو مختصر، ووقع في بعض النسخ مختصرًا بالنصب على الحال. يعني أن هذا الحديث مختصر من حديث فاطمة - رضي اللَّه تعالى عنها - المطوّل، وقد تقدّم بيانه في "كتاب النكاح" برقم -/ ٨/ ٣٢٢٢ - " تزويج المولى العربيّة"

والحديث صحيح، تقدّم للمصنّف بالرقم المذكور، وتقدّم هناك شرحه، وبيان مسائله، فراجه هناك تستفد، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣٤٤٧ - (أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ, عَنْ سُفْيَانَ, عَنْ مَنْصُورٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ, عَنْ تَمِيمٍ, مَوْلَى فَاطِمَةَ, عَنْ فَاطِمَةَ نَحْوَهُ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "منصور": هو ابن المعتمر. و"مجاهد": هو ابن جبر.