١٢ - بَابٌ بِأَيِّ شَيْءٍ تُسْتَفْتَحُ صَلَاةُ اللَّيْلِ
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الظاهر أنه لا حاجة لهذه الترجمة، لأنها تقدّمت قبل بابين، بلفظ: "باب ذكر ما يُستفتح به القيام"، فكان الأولى للمصنف -رحمه اللَّه تعالى- أن يذكر حديثي الباب هناك، فإنهما من جملة أحاديثه، اللَّهم إلا إذا أراد أن الباب السابق معقود لما يقال قبل الدخول في الصلاة, وهذا الباب معقود لما يقال بعد الدخول فيها، لكن هذا يَرُدُّه الحديث الثاني، فإنه لما يقال قبل الدخول، بلا شكّ، فليُتأمّل، واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
١٦٢٥ - أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ, قَالَ: أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ, قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ, بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ؟ قَالَتْ: كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ, افْتَتَحَ صَلَاتَهُ, قَالَ: «اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ, وَمِيكَائِيلَ, وَإِسْرَافِيلَ, فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ, عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ, أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ, اللَّهُمَّ اهْدِنِي, لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ, مِنَ الْحَقِّ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ, إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ».
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (العباس بن عبد العظيم) العَنْبَريّ البصريّ، ثقة حافظ، من كبار [١١] ٩٦/ ١١٩.
٢ - (عُمر بن يونس) بن القاسم الحنفيّ، أبو حفص اليماميّ الجُرَشيّ، ثقة [٩].
روى عن أبيه، وعكرمة بن عمّار، وأيوب بن عُتبة، وغيرهم. وعنه ابن ابنه أحمد بن محمد بن عمر، وبُندار، والعباس بن عبد العظيم، وغيرهم. قال أحمد: ثقة، ولم أسمع منه. وقال ابن معين، والنسائيّ: ثقة. وقال إسماعيل القاضي: حدثنا علي، هو ابن المدينيّ، حدثنا عُمر بن يونس اليماميّ، وكان ثقة ثبتًا. ووثقه البزّار. وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال: يُتّقى حديثه من رواية ابن ابنه عنه, لأنه كان يقلب الأخبار.
يقال: مات سنة (٢٠٦). روى له الجماعة، وله في هذا الكتاب حديثان فقط، هذا، وحديث رقم (٤١٨٣).
٣ - (عكرمة بن عمّار) اليماميّ البصريّ الأصلِ، صدوق يَغلَط [٥] ٥٧/ ١٢٩٩.
والباقون تقدّموا قريبًا. واللَّه تعالى أعلم.