١٢١ - نَوْعٌ آخَرُ
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الظاهر أن غرض المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- من هذا بيان أن حديث أبي هريرة - رضي اللَّه عنه - المذكور هنا مما له تعلّق بأبواب الجنائز، فهو نوع من أنواعها، وليس المراد أنه نوع من الباب الذي قبله؛ إذ ليس فيه ذكر للتعزية أصلاً.
والحاصل أنه يستفاد من الحديث المذكور حكم من الأحكام المتعلّقة بالجنائز، وهو استحباب طلب الدفن بالأرض المقدّسة، فصنيعه -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- هذا قريب من صنيع الإمام البخاريّ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-، في "صحيحه"، حيث قال: "باب من أحبّ الدّفنَ في الأرض المقدًسة، أو نحوها". واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
٢٠٨٩ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ, قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ, عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: "أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ, إِلَى مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ -, فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ, فَفَقَأَ عَيْنَهُ, فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ, فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ, لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ, فَرَدَّ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- إِلَيْهِ عَيْنَهُ, وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ, فَقُلْ لَهُ: يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ, فَلَهُ بِكُلِّ مَا غَطَّتْ يَدُهُ, بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ, قَالَ: أَيْ رَبِّ, ثُمَّ مَهْ, قَالَ: الْمَوْتُ. قَالَ: فَالآنَ, فَسَأَلَ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ-, أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ, رَمْيَةً بِحَجَرٍ".
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ, لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ, إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ, تَحْتَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ».
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (محمد بن رافع) القشيريّ النيسابوريّ، ثقة عابد [١١] ٩٢/ ١١٤.
٢ - (عبد الرزّاق) بن همّام بن نافع الحميريّ مولاهم، أبو بكر الصنعانيّ، ثقة حافظ شهير، عمي في آخره، فتغيّر، وكان يتشيّع [٩] ٦١/ ٧٧.
٣ - (معمر) بن راشد الأزديّ مولاهم، أبو عروة البصريّ، نزيل اليمن، ثقة ثبت فاضل، من كبار [٧] ١٠/ ١٠.
٤ - (ابن طاووس) عبد اللَّه، أبو محمد اليمانيّ، ثقة فاضل عابد [٦] ٤٩/ ٩٥٨.
٥ - (طاووس) بن كيسان الْحِمْيَريّ مولاهم، الفارسيّ، أبو عبد الرحمن اليمانيّ، يقال: اسمه ذكوان، وطاوس لقبه، ثقة فقيه فاضل [٣] ٢٧/ ٣١.
٦ - (أبو هريرة) - رضي اللَّه تعالى عنه - ١/ ١. واللَّه تعالى أعلم.