للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هذه الأيام، فإنها أيام أكل، وشرب، وبعال" -يعني أيام منى. وفي إسناده الواقدي.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عند الدارقطنيّ، وفي إسناده سعد بن سلام، وهو قريب منْ الواقدي، وفيه أن المنادي بُديل بن ورقاء، وأخرجه أيضًا ابن ماجه منْ وجه آخر، وابن حبّان. وعن ابن عباس عند الطبراني بنحو حديث عبد الله بن حُذافة، وفيه: "والبعال وقاع النِّساء"، وفي إسناده إسماعيل بن أبي حبيب، وهو ضعيف. وعن عمر بن خَلْدة، عن أبيه، عند أبي يعلى، وعبد بن حميد، وابن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه بنحوه، وفي إسناده موسى بن عُبيدة الرَّبَذِيّ، وهو ضعيف. وعن مسعود بن الحكم، عن أمه، عند النسائيّ فِي "الكبرى" رقم ٢٨٧٩: أنها رأت وهي بمنى، فِي زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، راكبا يصيح، يقول: يا أيها النَّاس، إنها أيام أكل، وشرب، ونساء، وبعال، وذكر الله"، قالت: فقلت: منْ هَذَا؟ فقالوا: علي بن أبي طالب، وأخرجه البيهقي منْ هَذَا الوجه، لكن قَالَ: إن جدته حدثته، وأخرجه ابن يونس فِي "تاريخ مصر" منْ طريق يزيد بن الهاد، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن أمه، قَالَ يزيد: فسألت عنها؟ فقيل: إنها جدته. ذكره فِي "التخليص الحبير" ٢/ ٣٧٥ - ٣٧٧.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: قد تبيّن مما ذكر أن أصح المذاهب مذهب القائلين بتحريم صوم أيام التشريق؛ إلا لمن عليه صوم التمتّع، فيجوز أن يصوم فيها؛ لحديث البخاريّ المتقدّم. والله تعالى أعلم.

(ومنها): أن هذه الأيام يستحبّ فيها الإكثار منْ ذكر الله تعالى؛ للزيادة التي فِي رواية مسلم منْ حديث نُبيشة الْهُذَليّ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيام التشريق، أيام أكل، وشُرب، وذكر لله"، فزاد ذكر الله تعالى، فدلّ عَلَى استحباب الإكثار منه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".

٨ - (صِفَةُ الْمُؤْمِنِ)

٤٩٩٧ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ