٦ - (أبو هريرة) رضي الله تعالى عنه ١/ ١. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه، والليث، فمصريان. (ومنها): أن فيه ثلاثة منْ التابعين يروي بعضهم عن بعض: ابن عجلان، عن القعقاع، عن أبي صالح، وفيه أبو هريرة -رضي الله عنه- أَحْفَظُ منْ روى الْحَدِيث فِي دهره. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) رضي الله تعالى عنه (عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-) أنه (قَالَ: "الْمُسْلِمُ) مبتدأ خبره قوله: "منْ سلم الخ". قَالَ فِي "الفتح": قيل: الألف واللام فيه للكمال، نحو زيد الرجل: أي الكامل فِي الرجولية. وتُعُقّب بأنه يستلزم أن منْ اتصف بهذا خاصة، كَانَ كاملا، ويجاب بأن المراد بذلك مع مراعاة باقي الأركان. قَالَ الخطّابيّ: المراد أفضل المسلمين، مَنْ جَمَع إلى أداء حقوق الله تعالى أداء حقوق المسلمين. انتهى. وإثبات اسم الشيء عَلَى معنى إثبات الكمال له مستفيض فِي كلامهم. ويحتمل أن يكون المراد بذلك أن يبين علامة المسلم، التي يُستَدّل بها عَلَى إسلامه، وهي سلامة المسلمين منْ لسانه ويده، كما ذُكر مثله فِي علامة المنافق. ويحتمل أن يكون المراد بذلك الإشارة إلى الحث، عَلَى حسن معاملة العبد مع ربه؛ لأنه إذا أحسن معاملة إخوانه، فأولى أن يحسن معاملة ربه، منْ باب التنبيه بالأدنى عَلَى الأعلى.
(مَنْ سلِمَ النَّاسُ) المراد بالناس هنا المسلمون، كما فِي حديث عبد الله بن عمرو الآتي بعده، فهم النَّاس حقيقة عند الإطلاق؛ لأن المطلق يُحمل عَلَى الكامل، ولا