وقوله:"حُلّة سُندُس" -بضمّ السين، والدال المهملتين، بينهما نون ساكنة-: هو ما رقّ منْ الديباج.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: هكذا رواية المصنّف رحمه الله تعالى بلفظ "حلة سندس"، وهي غير مناسبة لسؤال سالم، فإنه سأل عن الإستبرق؛ ليحدّث عن أبيه بقصّة مجيء عمر -رضي الله عنه- إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بحلة إستبرق، والصحيح الموافق للسؤال ما فِي "فى الصحيحين" منْ طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، ولفظها:"رأى عمر عَلَى رجل حُلّةً منْ إستبرق، فأتي بها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- … " الْحَدِيث. فتنبّه.
وقوله:"وساق الْحَدِيث"، الظاهر أن الضمير يرجع إلى عمران بن موسى، شيخ المصنّف، فالاختصار منْ المصنّف، وَقَدْ ساقه البخاريّ رحمه الله تعالى فِي "كتاب الأدب" منْ "صحيحه" تامًّا، فَقَالَ:
٦٠٨١ - حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الصمد، قَالَ: حدثني أبي، قَالَ: حدثني يحيى بن أبي إسحاق، قَالَ: قَالَ لي سالم بن عبد الله، ما الإستبرق؟ قلت: ما غلُظ منْ الديباج، وخشُن منه، قَالَ: سمعت عبد الله يقول: رأى عمر عَلَى رجل حلة منْ إستبرق، فأتى بها النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: يا رسول الله، اشتر هذه، فالبسها لوفد النَّاس، إذا قدموا عليك، فَقَالَ:"إنما يلبس الحرير منْ لا خلاق له"، فمضى منْ ذلك ما مضى، ثم إن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، بعث إليه بحلة، فأَتَى بها النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: بعثت إلي بهذه، وَقَدْ قلت فِي مثلها: ما قلت؟ قَالَ:"إنما بعثت إليك؛ لتصيب بها مالاً"، فكان ابن عمر يكره العلم فِي الثوب؛ لهذا الْحَدِيث. انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".