٣٢ - غَسْلُ الْمَيّتِ وِتْرًا
١٨٨٥ - أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى, قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ, قَالَ: حَدَّثَتْنَا حَفْصَةُ, عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ, قَالَتْ: مَاتَتْ إِحْدَى بَنَاتِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا, فَقَالَ: «اغْسِلْنَهَا بِمَاءٍ وَسِدْرٍ, وَاغْسِلْنَهَا وَتْرًا, ثَلَاثًا, أَوْ خَمْسًا, أَوْ سَبْعًا, إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكِ, وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ, فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي» , فَلَمَّا فَرَغْنَا, آذَنَّاهُ, فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ, وَقَالَ: «أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ» , وَمَشَطْنَاهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ, وَأَلْقَيْنَاهَا مِنْ خَلْفِهَا.
رجال هذا الإسناد: خمسة:
١ - (عمرو بن عليّ) الفلاّس البصريّ، ثقة حافظ [١٠] ٤/ ٤.
٢ - (يحيى) بن سعيد القطان البصريّ الحافظ الحجة الثبت [٩] ٤/ ٤.
٣ - (هشام) بن حسّان القُرْدُوسيّ، أبو عبد اللَّه البصريّ، ثقة [٦] ١٨٨/ ٣٠٠.
والباقيتان تقدمتا قريبًا، والسند مسلسل بالبصريين، وفيه أن شيخ المصنف أحد مَن روى عنه الستة بلا واسطة، كما تقدم غير مرّة.
وقوله: "أشعرنها": أي اجعلن الحِقْو شعارًا لها، والشِّعَار هو الثوب الذي يلي الجسد، والدِّثَار ما فوقه، وسمي شعارًا لأنه يلي شعر الجسد. وقولها: "ومشطناها": بتخفيف المعجمة: أي سرّحناها بالمشط، قال في "المصباح": مَشَطتُ الشعرَ، مَشْطًا، من بابي قتل، وضرب: سَرَّحته، والتثقيل مبالغة انتهى. وقولها: "ثلاثة قرون": المراد بالقرنين جانبا الرأس، أي جعلناه ثلاث ضفائر: جانبا الرأس، وناصيتها.
وفيه حجة للشافعي، ومن وافقه على استحباب تسريح الشعر، واعتلّ من كرهه بتقطيع الشعر، لكن ذلك يؤمن إذا كان معه الرفق، ولو حصل يُلَفّ مع شعرها، ولا حرج في ذلك.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث متفق عليه وقد تقدم تمام شرحه، والكلام على مسائله في ٢٨/ ١٨٨١، ودلالته على الترجمة واضحة. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".