من أفراده. و"شعيب": هو ابن إسحاق. وقوله: "طاف على راحلته" لا تنافي بينه وبين ما تقدّم في الباب الماضي من أنه - صلى اللَّه عليه وسلم - طاف ماشيًا، رمل في الثلاثة الأشواط الأول، ومشى أربعًا؛ لأنه يحمل هذا على طواف الإفاضة، أو الوداع، وذاك على طواف القدوم.
وقوله: "وليُشْرِفَ" بالبناء للفاعل، أي ليطلع على أعمال الناس، حتى لا يقعوا في الخطأ، يقال: أشرفت عليه: إذا اطّلعت. ويحتمل أن يكون المعنى: ليشرف، أي ليرتفع عن الناس، حتى لا يؤذوه، يقال: أشرف المكانُ: إذا ارتفع، كما تفيده عبارة "المصباح".
وقوله: "غشُوهُ" بفتح الغين، وضمّ الشين المعجمتين: أي ازدحموا عليه، وكثُروا.
والحديث أخرجه مسلم، وسبق الكلام عليه قريبًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
…
١٧٤ - (الْمَشْيُ بَيْنَهُمَا)
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "الْمَشْيُ" -بفتح، فسكون-: مصدرٌ، يقال: مَشَى يَمْشِي مَشْيًا، من باب ضرب: إذا كان على رجليه، سريعًا كان، أو بَطيئًا، فهو ماشٍ، والجمع مُشاةٌ، ويتعدّى بالهمزة والتضعيف. أفاده في "المصباح"، والمراد به هنا خلاف الإسراع بدليل مقابلته بقوله في الباب التالي: "الرمَلُ بينهما": أي الإسراع، والضمير في "بينهما" للصفا والمروة. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
٢٩٧٧ - (أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ, قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ, قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ, عَنْ كَثِيرِ بْنِ جُمْهَانَ, قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ, يَمْشِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ, فَقَالَ: إِنْ أَمْشِي, فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَمْشِي, وَإِنْ أَسْعَ, فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَسْعَى وَأَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ).
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (محمود بن غيلان) العدويّ مولاهم، أبو أحمد المروزيّ، نزيل بغداد،