للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عبد الرحمن: وسلمة بن كُهيل أثبتهم، وحديثه أولى بالصواب".

يعني أن رواية سلمة بإسقاط زيد بن أرقم - رضي اللَّه عنه -، ووقفه على عليّ - رضي اللَّه عنه - هو الصواب، وأن الروايات السابقة خطأ، وذلك لأن سلمة أوثق ممن خالفهم، فتكون روايته المنقطعة، الموقوفة أولى من روايتهم. لكن سبق في كلام ابن حزم وغيره أن طريق صالح بن حيّ صحيحة، لأنه ثقة، فزيادته مقبولة. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

٥١ - (بَابُ الْقَافَةَ)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: القائف: هو الذي يتتبّعُ الآثار, ويعرفها، وَيعرف شَبَهَ الرجلِ بأخيه، وأبيه. ويقال: فلانٌ يقُوفُ الأثر، وَيقْتَافه قِيَافَةً، مثلُ قفا الأثرَ، واقتفاه. قال ابن سِيدَهْ: قاف الأثر قِيَافَةً، واقْتَافه اقتيافًا، وقافه يقُوفه قَوْفًا، وتقَوَّفَه: تَتَبَّعه، أنشد ثعلب [من الطويل]:

مُحَلَّى بِأَطْوَاقِ عِتَاقٍ يَبِينُهَا … عَلَى الضَّزْنِ أَغْبَى الضَّأْنِ لَوْ يَتَقَوَّفُ

و"الضَّزْنُ" هنا: سوء الحال من الجهل، يقول: كرمه وجُودهُ يَبِين لمن لا يفهم الخبرَ، فكيف من يفهم؟. ومنه قيل للذي ينظر إلى شبه الوالد بأبيه: قائفٌ، والقِيَافة المصدر. أفاده في "لسان العرب" (١).

وقال في "الفتح": القائف: هو الذي يَعرِف الشبه، وُيميّز الأثر، سمي بذلك؛ لأنه يقفو الأشياء، أي يتبعها، فكأنه مقلوب من القافي. قال الأصمعيّ: هو الذي يقفو الأثر، ويقتافه قَفْوًا، وقِيَافةً، والجمع القافةُ. كذا وقع في "الغربين"، و"النهاية". انتهى (٢). واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

٣٥٢٠ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ, قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, دَخَلَ عَلَيَّ, مَسْرُورًا, تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ, فَقَالَ: «أَلَمْ تَرَيْ,


(١) "لسان العرب" ٩/ ٢٩٣. في مادّة "قوف".
(٢) "فتح" ١٣/ ٥٥٠ "كتاب الفرائض".