وقوله: "تدعه لهذا": أي تتركه لصاحبك، وتسامحه فيه. وقوله: "متشاكسون": أي مختلفون، ومتنازعون.
والحديث صحيحٌ، وقد سبق القول فيه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٣٥١٨ - (أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ, قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ, عَنِ الشَّيْبَانِيِّ, عَنِ الشَّعْبِيِّ, عَنْ رَجُلٍ مِنْ حَضْرَمَوْتَ, عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ, قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, عَلِيًّا عَلَى الْيَمَنِ, فَأُتِيَ بِغُلَامٍ, تَنَازَعَ فِيهِ ثَلَاثَةٌ … وَسَاقَ الْحَدِيثَ. خَالَفَهُمْ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "إسحاق بن شاهين" بن الحارث الواسطيّ، أبو بشر ابن أبي عمران، صدوقٌ [١٠].
قال النسائيّ: لا بأس به. وقال في "أسامي شيوخه": كتبنا عنه بواسط، صدوقٌ. وقال أنس بن محمد الطحان: كان من الدهاقين. وقال أسلم بن سهل: جاز المائة.
وقال ابن حبّان في "الثقات": مستقيم الحديث، مات به (٢٥٠) وقال مسلمة الأندلسيّ: واسطيّ، صدوقٌ، أخبرنا عنه ابن مبشّر. روى عنه البخاريّ، والمصنّف، وله عنده في هذا الكتاب حديث الباب، وآخر في "كتاب الزينة" ٣٩/ ٥١٦٩. و"خالد" هو: ابن عبد اللَّه الطحّان الحافظ الثبت الواسطيّ. و"الشيبانيّ": هو أبو إسحاق سليمان أبي سليمان فيروز الكوفيّ الثقة الثبت.
وقوله: "عن رجل من حضر موت" يحتمل أن يكون عبد اللَّه بن الخليل المذكور. وقوله (خَالَفَهُم سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ) يعني أن سلمة بن كُهيل خالف كلاًّ، من صالح الهمدانيّ، والأجلح وأبي إسحاق الشيباني، في جعله متصلاً، مرفوعًا، فجعله منقطعًا، موقوفًا على عليّ - رضي اللَّه عنه -، كما أوضحه بقوله:
٣٥١٩ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ, قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ, يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ, أَوِ ابْنِ أَبِي الْخَلِيلِ: أَنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ, اشْتَرَكُوا فِي طُهْرٍ … فَذَكَرَ نَحْوَهُ, وَلَمْ يَذْكُرْ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ, وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هَذَا صَوَابٌ, وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "محمد": هو ابن جعفر المعروف بـ "غندر". و"سلمة ابن كُهيل": هو الحضرميّ، أبو يحيى الكوفيّ، ثقة [٤] ١٩٥/ ٣١٢.
وقوله: "فذكر نحوه" الضيمر لسلمة بن كُهيل، أي ذكر سلمة الحديث نحو ما تقدّم من الرواية.
وقوله: "قال أبو عبد الرحمن: هذا صواب الخ" ولفظ "الكبرى": "قال أبو