أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريدُ إلا الإصلاح، ما استطعتُ، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
…
٥٣ - بَابُ قَدْرِ السَّجْدَةِ بَعْدَ الْوِتْرِ
قال الجامع - عفا اللَّه عنه -: وجه استدلال المصنف -رَحِمَهُ اللَّهُ- على ما ترجم له بحديث عائشة - رضي اللَّه عنه - المذكور في الباب، أنه حمل قوله: "ويسجد قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية" على أنه يسجد، بعد الوتر سجدة بهذا القدر.
لكن في هذا الحمل نظر لا يخفى؛ لأن معنى الحديث أن ذلك كان في سجوده في صلاة الليل، لا أنه يسجد بعد الوتر سجدة بهذا القدر، يوضّح ذلك رواية البخاري -رَحِمَهُ اللَّهُ- لحديثها، ولفظه: "كان يصلي إحدى عشرة ركعةً، كانت تلك صلاتَهُ، يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه .... " الحديث، فرواية البخاري مُفَسَّرَةٌ واضحة في المعنى الذي قلنا، فلذا ترجم البخاري على الحديث
بقوله: "باب طول السجود في قيام الليل". وقد تقدّم البحث في هذا برقم [٧٤/ ١٣٢٨] فراجعه تستفد. واللَّه تعالى بالصواب.
١٧٤٩ - أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ, قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, يُصَلِّي إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً, فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى الْفَجْرِ, بِاللَّيْلِ سِوَى رَكْعَتَىِ الْفَجْرِ, وَيَسْجُدُ, قَدْرَ مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث صحيح تقدم شرحه، والكلام على مسائله في-[٤١/ ٦٨٥] فليُراجَع هناك، وباللَّه تعالى التوفيق.
و"يوسف بن سعيد": هو المصّيصيّ الحافظ الثقة [١١] ١٣١/ ١٩٨.
و"حجاج": هو ابن محمد الأعور المصيصيّ الحافظ الثبت [٨] ٢٨/ ٣٢. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أردت إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".