وقوله:"رأيت ابن عمر" -بضم العين، وفتح الميم- هذا هو الصواب، وهو الذي في "الكبرى"، وأما ما وقع في النسخ المطبوعة "ابن عمرو" -بفتح العين، وسكون الميم- فتصحيف، فتنبّه.
وقوله:"ذكر نحوه" الضمير لسعيد بن جبير، أي ذكر سعيد نحو رواية كثير بن جُمْهان.
ويحتمل أن يكون للثوريّ، أي ذكر الثوريّ، عن عبد الكريم الجزريّ، نحو روايته عن عطاء بن السائب. أو لعبد الرزاق، أي ذكر عبد الرزاق عن الثوريّ، نحو رواية بشر ابن السريّ عنه، والظاهر الأول. واللَّه تعالى أعلم.
وقوله:"إلا أنه قال الخ" ظاهره أن قوله: "وأنا شيخ كبير" من رواية سعيد بن جبير عن ابن عمر، وليس كذلك، بل من رواية كثير بن جُمْهان، عن ابن عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما -، كما قدّمناه عن النسخة "الهندية"، وهو الذي في "الكبرى"، و"جامع الترمذيّ".
وقال السنديّ -رحمه اللَّه تعالى- في "شرحه": "قوله: إلا قال: وأنا شيخ كبير"، أي إلا قوله: وأنا شيخ كبير، فإن سعيد بن جبير لم يذكره. انتهى.
وهذا يدلّ على أنه وجد نسخة بحذف كلمة "أنه"، وعليه يستقيم المعنى، غير أنه يستدعي ثبوت الجملة في الرواية الأولى؛ حتى يصحّ الاستثناء، وإلا فلا يستقيم الاستثناء، وقد قدّمنا أن ثبوتها هو الصواب، فتنبّه ..
والحديث صحيح. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".