للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثقة فاضل [٤] ١٢٣/ ١٨٢.

٦ - (جابر) بن عبد اللَّه بن عمرو بن حرام - رضي اللَّه تعالى عنهما - المذكور قبل بابين. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله عندهم رجال الصحيح، غير شيخه، فإنه من أفراده. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، من جعفر، وسفيان كوفيّ، والباقيان مروزيّان. (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه، وفيه جابر - رضي اللَّه عنه - من المكثرين السبعة، كما تقدم قريبًا. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ) - رضي اللَّه تعالى عنهما -، أنه (قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ) الظاهر أن مقول القول "من يهده اللَّه الخ"، وجملة قوله: (يَحْمَدُ اللَّه، ويُثْنِي عَلَيهِ، بِما هُوَ أَهْلُهُ) في محل نصب على الحال معترضة بين القول ومقوله، وقوله (ثُمَّ يَقُولُ) مؤكد لـ"يقول" السابق، ووقوع مثل هذا التأكيد واقع في فصيح الكلام، كما في قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} الآية، فجواب {لَمَّا} قوله: {كَفَرُوا بِه} وكرر {وَلَمَّا جَاءَهُمْ} تأكيدًا لطول الفصل (مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ) بإثبات الضمير المنصوب، وفي نسخة بحذفه، أي من يوفّقه اللَّه لاتباع طريق الحقّ (فَلَا مُضِلَّ لَهُ) من شيطان، أو نفس، أو غير ذلك (ومن يُضْلِلْهُ) بضم الياء، من الإضلال، أي من يُزغه عن اتباع الحقّ (فَلَا هَادِيَ لَهُ) أي لا أحد يَهديه إلى اتباع الحقّ، لا من جهة العقل، ولا من جهة النقل، ولا من جهة أحد من الخلق (إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ) وفي رواية مسلم "فإن خير الحديث كتاب اللَّه" (وأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ) - صلى اللَّه عليه وسلم -، قال النووي -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هو بضم الهاء، وفتح الدال فيهما، وبفتح الهاء، وإسكان الدال أيضًا، ضبطناه بالوجهين، وكذا ذكره جماعة بالوجهين، وقال القاضي عياض: رويناه في مسلم بالضمّ، وفي غيره بالفتح، وبالفتح ذكره الهرويّ، وفسّره الهرويّ على رواية الفتح بالطريق، أي أحسنُ الطرق طريقُ محمد - صلى اللَّه عليه وسلم -، يقال: فلانٌ حسن الهدي، أي الطريقة، والمذهبِ، "اهتدوا بهدي عَمّار" (١).

وأما على رواية الضمّ، فمعناه الدلالة، والإرشاد.


(١) - رواه أحمد ٥/ ٣٩٩ والترمذي ٣٨٠٧ من حديث ابن مسعود - رضي اللَّه عنه -.