وجهه خلق ممسوحا، لا عين فيه، ولا حاجب، وقيل: لأنه يمسح الأرض إذا خرج. وأما عيسى عليه السلام فقيل: سمي بذلك؛ لأنه خرج منْ بطن أمه ممسوحا بالدهن، وقيل: لأن زكريا مسحه، وقيل: لأنه كَانَ لا يمسح ذا عاهة إلا بريء، وقيل: لأنه كَانَ يمسح الأرض بسياحته، وقيل: لأن رجله كانت لا أخمص لها، وقيل: للبسه المسوح، وقيل: هو بالعبرانية ما شيخا، فعرب المسيح، وقيل: المسيح الصديق. وذكر الشيخ مجد الدين الشيرازي صاحب "القاموس" أنه جمع فِي سبب تسمية عيسى بذلك خمسين قولاً، أوردها فِي "شرح المشارق". ذكره فِي "الفتح" ٢/ ٥٨٤٠ والله تعالى أعلم بالصواب.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا. و"أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللهِ": هو أبو عليّ بن أبي عمرو النيسابوريّ، صدوقٌ [١١]. و"أبوه": هو حفص بن عبد الله بن راشد، أبو عمرو النيسابوريّ قاضيها، صدوقٌ [٩]. و"إبراهيم": هو ابن طهمان.
والسند فيه ثلاثة منْ التابعين المدنيين يروي بعضهم عن بعض.
والحديث صحيح، وهو بهذا السياق منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٤٧/ ٥٥٥٧ - وفي "الكبرى" ٥٠/ ٧٩٤٢. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.