للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عليه وسلم بايع هذه المبايعة لغير الأنصار أيضًا، كما سيأتي فِي حديث أبي هريرة، وجرير، وغيرهم رضي الله تعالى عنهم، فتبصّر. والله تعالى أعلم بالصواب.

٤١٥٦ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَيَّارٍ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عُبَادَةَ بْنَ الْوَلِيدِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، أَمَّا سَيَّارٌ، فَقَالَ: "عَنْ أَبِيهِ"، وَأَمَّا يَحْيَى، فَقَالَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فِي عُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَمَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُومَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كَانَ، لَا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ.

قَالَ شُعْبَةُ: سَيَّارٌ لَمْ يَذْكُرْ هَذَا الْحَرْفَ، "حَيْثُمَا كَانَ"، وَذَكَرَهُ يَحْيَى، قَالَ شُعْبَةُ: إِنْ كُنْتُ زِدْتُ فِيهِ شَيْئًا، فَهُوَ عَنْ سَيَّارٍ، أَوْ عَنْ يَحْيَى).

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح. و"محمد ابن الوليد": هو الْبُسْريّ البصريّ، يلقّب حمدان. و"محمّد": هو ابن جعفر غندر. و"سيّار": هو ابن أبي سيّار وَرْدان، أبو الحكم الْعَنَزيّ الكوفيّ.

وقوله: " أما سيّار، فقال: عن أبيه" الخ، ولفظ "الكبرى": "أما سيّار، فقال: "عن أبيه القاضي (١)، عن النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلم الخ يعني أن سيّارًا قَالَ: "عن أبيه، عن النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلم"، فأرسله، وأما يحيى، فقال: "عن أبيه، عن جده، فوصله، وهو المحفوظ؛ فإن جمهور الرواة، رووه هكذا، كما سبق فِي الروايات السابقة.

وقوله: "سيّار لم يذكر هَذَا الحرف" يعني أن قوله: "حيثما كَانَ" إنما ذكره يحيى بن سعيد، وأما سيار، فلم يذكر إلا قوله: "وأن نقول بالحقّ".

والحديث متفقٌ عليه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٤١٥٧ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "عَلَيْكَ بِالطَّاعَةِ، فِي مَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَعُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ").

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلّهم رجال الصحيح، وتقدّموا غير مرّة. و"يعقوب": هو ابن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاريّ المدنيّ، نزيل الإسكندرية، ثقة [٨] ٤٥/ ٧٣٩.

و"أبو حازم": هو سلمة بن دينار التمّار الأعرج المدنيّ القاص الثقة العابد [٥] ٤٠/ ٤٤.


(١) هكذا وقع فِي نسخة "الكبرى" ولم يظهر فِي المراد، إذ لم أر منْ وصف أباه بكونه قاضيًا. فالله أعلم.