للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - كانوا يقنتون في الوتر قبل الركوع. وهذا سند صحيح، على شرط مسلم.

وفي "الإشراف" لابن المنذر: روينا عن عمر، وعليّ، وابن مسعود، وأبي موسى الأشعريّ، وأنس، والبراء بن عازب، وابن عبّاس، وعمر بن عبد العزيز، وعَبيدة، وحُميد الطويل، وابن أبي ليلى، أنهم رأوا القنوت قبل الركوع، وبه قال إسحاق. انتهى (١).

وروى محمد بن نصر، عن الأسود، قال: صحبت عمر - رضي اللَّه عنه - ستة أشهر، فكان يقنت في الوتر، وكان عبد اللَّه يقنت في الوتر السنة كلها. وعن عليّ - رضي اللَّه عنه - أنه كان يقنت في رمضان كله، وفي غير رمضان في الوتر. وروى عن الأسود، أن عمر بن الخطاب قنت في الوتر قبل الركوع. وعن ابن مسعود أنه قنت في الوتر بعد القراءة قبل الركوع. قال محمد بن نصر -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وعن عبد اللَّه بن شدّاد، صليت خلف عمر، وعلي، وأبي موسى، - رضي اللَّه عنهم -، فقنتوا في صلاة الصبح قبل الركوع. وعن حميد، سألت أنسًا - رضي اللَّه عنه - عن القنوت قبل الركوع، وبعد الركوع؟ فقال: كنّا نفعل قبل، وبعد. وقنت الأسود في الوتر قبل الركعة. وسئل أحمد عن القنوت في الوتر قبل الركوع، أم بعده، وهل تُرفع الأيدي في الدعاء في الوتر؟ فقال: القنوت بعد الركوع، ويرفع يديه، وذلك على قياس فعل النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - في القنوت في الغداة، وبذلك قال أبو أيوب (٢)، وأبو خيثمة، وابن أبي شيبة. وقال أبو داود: رأيت أحمد يقنت به إمامه بعد الركوع، وإذا فرغ من القنوت، وأراد أن يسجد رفع يديه، كما يرفعهما عند الركوع. وكان إسحاق يختار القنوت بعد الركوع في الوتر. قال محمد بن نصر -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وهذا الرأي أختاره. انتهى (٣).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الذي يترجح عندي أن الأمر في هذا واسع، فيجوز القنوت قبل الركوع، لصحة حديث الباب، ويجوز بعد الركوع لكثرة الأحاديث الصحيحة أنه - صلى اللَّه عليه وسلم - كان يقنت بعد الركوع في الصبح. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٧٠٠ - أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ, عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ, قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى مِنَ الْوَتْرِ, بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ,


(١) - "الجوهر النقي في الردّ على البيهقي" ج ٣ ص ٣٩ - ٤١. من هامش "السنن الكبرى" للبيهقي.
(٢) - هكذا نسخة "مختصر قيام الليل" ص ١٣٧ ولم يتبيّن لي هل أبو أيوب الأنصاري، أو أيوب السختيانيّ ولفظة "أبوه" زائدة، فليُحرّر.
(٣) - "مختصر قيام الليل" ص ١٣٧.