للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عبد اللَّه، ويقال: أبو الفضل المدنيّ.

روى عن أبيه، وأبي سعيد، وأبي هريرة، وابن عمر, وغيرهم. وعنه أولاده: محمد، وعيسى، وعبد الصمد، وسليمان، وداود بن المنهال بن عمرو، والزهريّ، وحبيب بن أبي ثابت، وغيرهم. قال ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: وُلد ليلة قتل عليّ في شهر رمضان سنة (٤٠) فَسُمّي باسمه، وكُني بكنيته، ثم غَيّر عبد الملك بن مروان كنيته، وكان ثقة، قليل الحديث. وقال في موضع آخر: كان أصغر ولد أبيه سنّا، وكان أجمل قرشيّ على وجه الأرض، وأَوْسَمَهُ، وكان يُدْعَى السَّجّاد لكثرة صلاته. وقال مصعب الزبيريّ: سمعت رجلاً من أهل العلم يقول: إنما كان سبب عبادته أنه رأى عبد الرحمن بن أبان بن عثمان وعبادته، فقال: لأنا أولى بهذا منه، وأقرب إلى رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - رحمًا، فتجرّد للعبادة. وقال ميمون بن زياد العدويّ، عن أبي سنان: كان علي بن عبد اللَّه معنا بالشام، وكان يخضب بالوَسْمَة، وكان يُصلّي كلّ يوم ألف ركعة (١). وقال العجليّ، وأبو زرعة: ثقة. وقال عمرو ابن عليّ: كان من خيار الناس. وذكره ابن حبّان في "الثقات". وقال أبو حسّان الزياديّ: تُوفّي بالْبَلْقاء من أرض الشام في الحُمَيمَة سْنة (١٩) ويقال: ثمان عشرة، وجزم به ابن حبّان. أخرج له الجماعة سوى البخاريّ، فأخرج له في "الأدب المفرد"، وله في هذا الكتاب هذا الحديث فقط, وأعاده بعده ١٧٠٥.

و (سفيان) هو الثوريّ الإمام.

وقوله: (فاستنّ) أي استعمل السواك في أسنانه.

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث قد تقدّم في الحديث الماضي أن مسلمًا أخرجه، ولكن العلماء أعلوه بكثرة مخالفة حبيب بن أبي ثابت للحفّاظ الأثبات، وأيضًا إنه كثير التدليس، وتقدّم تخريجه في ١٥٣/ ١١٢١ - "باب الدعاء في السجود". واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٧٠٥ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ, قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ, عَنْ زَائِدَةَ, عَنْ حُصَيْنٍ, عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ, بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ جَدِّهِ, قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَامَ, فَتَوَضَّأَ, وَاسْتَاكَ, وَهُوَ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ, حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا, {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِى الأَلْبَابِ} ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ, ثُمَّ عَادَ, فَنَامَ, حَتَّى سَمِعْتُ نَفْخَهُ, ثُمَّ قَامَ, فَتَوَضَّأَ, وَاسْتَاكَ, ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ, ثُمَّ نَامَ, ثُمَّ قَامَ, فَتَوَضَّأَ, وَاسْتَاكَ, وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ, وَأَوْتَرَ بِثَلَاثٍ.


(١) قال الجامع: إن صحت هذه الحكاية نقول: هدي رسول - صلى اللَّه عليه وسلم - أفضل الهدي، ولم ينقل عنه هذا، فلا ينبغي أن يُقْتَدَى به، قال اللَّه تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} الآية.