نَبِيِّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَيَدْعُو, ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمًا, يُسْمِعُنَا, ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ, وَهُوَ قَاعِدٌ.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث أخرجه مسلم، وقد سبق البحث فيه في حديث الباب الماضي.
و"هارون بن إسحاق": هو الْهَمْدانيّ، أبو القاسم الكوفيّ، صدوق، من صغار [١٠] ١٣/ ٣٤٦. و "عبدة": هو ابن سليمان الكلابيّ الكوفيّ الحافظ الثبت [٨] ٧/ ٣٣٩.
وقوله: "لما شاء اللَّه أن يبعثه" تقدّم أنه يحتمل أن يُضبط "لما" بكسر اللام، و"ما" موصولة، واللام للتوقيت، وبفتح اللام، وتشديد الميم، وهي بمعنى "حين". واللَّه تعالى أعلم.
وقوله: "وذكر كلمه نحوها": أي نحو كلمة "ويقعد"، من نحو "يجلس". واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
١٧٢١ - أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى, قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ, قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى, أَنَّ سَعْدَ بْنَ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ, لَمَّا أَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا, أَخْبَرَنَا, أَنَّهُ أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ, فَسَأَلَهُ عَنْ وَتْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -؟ , قَالَ: أَلَا أَدُلُّكَ, -أَوْ- أَلَا أُنَبِّئُكَ بِأَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ بِوَتْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -؟ قُلْتُ: مَنْ؟ قَالَ: عَائِشَةُ. فَأَتَيْنَاهَا, فَسَلَّمْنَا عَلَيْهَا, وَدَخَلْنَا, فَسَأَلْنَاهَا, فَقُلْتُ: أَنْبِئِينِي عَنْ وِتْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَتْ: كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِوَاكَهُ, وَطَهُورَهُ, فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- مَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ, مِنَ اللَّيْلِ, فَيَتَسَوَّكُ, وَيَتَوَضَّأُ, ثُمَّ يُصَلِّي تِسْعَ رَكَعَاتٍ, وَلَا يَقْعُدُ فِيهِنَّ إِلاَّ فِي الثَّامِنَةِ, فَيَحْمَدُ اللَّهَ, وَيَذْكُرُهُ, وَيَدْعُو, ثُمَّ يَنْهَضُ, وَلَا يُسَلِّمُ, ثُمَّ يُصَلِّي التَّاسِعَةَ, فَيَجْلِسُ, فَيَحْمَدُ اللَّهَ, وَيَذْكُرُهُ, وَيَدْعُو, ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمًا يُسْمِعُنَا, ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ, وَهُوَ جَالِسٌ, فَتِلْكَ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً, يَا بُنَيَّ, فَلَمَّا أَسَنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَأَخَذَ اللَّحْمَ, أَوْتَرَ بِسَبْعٍ, ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ, وَهُوَ جَالِسٌ, بَعْدَ مَا يُسَلِّمُ, فَتِلْكَ تِسْعًا أَىْ بُنَيَّ, وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهَا.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث أخرجه مسلم أيضًا، وقد تقدم البحث فيه في ٢/ ١٦٠١.
وقوله: "لَمّا أن قَدِمَ" "أن" بعد "لما" زائدة. وقوله: "نُعدّ" بضم النون من الإعداد، أي نهُيّء للنبي - صلى اللَّه عليه وسلم -. وقوله: "طهوره" بفتح الطاء، الماء الذي يتطهر به.
وقوله: "ما شاء أن يبعثه" منصوب بنزع الخافض، أي لما شاء، وفي نسخة "لما شاء" باللام، أي في الوقت الذي شاء اللَّه تعالى أن يوقظه لصلاة الليل.