للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعنه ابنه الحسن، وعائشة، أم المؤمنين، وأبو الْحَوْراء ربيعة بن شيبان، وغيرهم.

قال خليفة، وغير واحد: وُلد للنصف من رمضان سنة ثلاث. وقال قتادة: وَلَدت فاطمة الحسن لأربع سنين وتسعة أشهر ونصف من الهجرة. وقال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانىء بن هانىء، عن عليّ: لَمّا وُلد الحسن جاء رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، فقال: "أروني ابني ما سمّيتموه؟ " قلت: حربًا، قال: "بل هو حسن … " الحديث. وقال ابن أبي مليكة: أخبرني عُقبة بن الحارث، قال: خرجت مع أبي بكر من صلاة العصر بعد وفاة النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - بليال، وعليّ يمشي إلى جنبه، فمرّ بحسن بن عليّ يلعب مع غلمان، فاحتمله على رقبته، وهو يقول:

بأَبِي شَبيهٌ بالنَّبِي لَا بِعَلِي

قال: وعليّ يضحك (١). وقال ابنَ الزبيرَ: أشبهُ الناس برسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - الحسن ابن علي، قد رأيته يأتي النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، وهو ساجد، فيركب ظهره، فما يُنزِله حتى يكون هو الذي يَنزل، ويأتي، وهو راكع، فيَفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر.

وقال معمر، عن الزهريّ، عن أنس: كان الحسن بن عليّ أشبههم برسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - (٢).

وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي جُحيفة - رضي اللَّه عنه -: رأيت النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، وكان الحسن بن عليّ يشبهه (٣). وقال نافع بن جبير، عن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه -، رفعه: إنه قال للحسن: "اللَّهمّ إني أحبّه، فأحبّه، وأحِبّ من يُحبّه" (٤). وقال الحسن البصري: سمعت أبا بكرة يقول: بينا النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - يخطب، جاء الحسن، فقال: "ابني هذا سيد، ولعل اللَّه أن يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين" (٥). وقال جرير بن حازم: لما قُتل عليّ بايع أهل الكوفة الحسن بن عليّ، وأطاعوه، وأحبّوه أشدّ من حبّهم لأبيه. وقال ضمرة، عن ابن شَوْذب: لما قُتل عليّ سار الحسن في أهل العراق، ومُعاوية في أهل الشام، والتقوا، فكره الحسن القتال، وبايع معاوية على أن يجعل العهد للحسن بعده. وقال زياد البكّائيّ، عن محمد بن إسحاق: كان صلح معاوية، والحسن بن عليّ في شهر ربيع الأول سنة (٤١). وقال محمد بن سعد: أخبرنا عبد اللَّه بن بكر السَّهْميّ، حدثنا حاتم ابن أبي صَغِيرة، عن عمرو بن دينار، أن معاوية كان يَعلَم أن الحسن كان أكره الناس


(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" ٥/ ٣٣.
(٢) أخرجه الترمذي، وقال: حسن صحيح.
(٣) أخرجه الترمذي، وصححه.
(٤) رواه مسلم.
(٥) رواه البخاري.