كذَاكَ مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِي مِائَهْ … وَفِيهِ مَجْهُولٌ فَكُنْ خَيْرَ الْفِئَهْ
كَذَاكَ مَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ … أَوْ دَمِهِ أَوْ دِينهِ أَوْ مَالِهِ
أَو دُونَ مَظْلِمَتِهِ أَو لَدَغَتْ … أَفْعَى وَلَكِنِ الْحَدِيثُ مَا ثَبَتْ
وَمَن تَلَا الْحَشْرَ لَدَى الْمَنَامِ … وَمَاتَ وَالْمَلْدوغُ مِن هَوَامِ
وَمَن عَلَى فِرَاشِهِ قَد مَاتَ فِي … حَالَةِ غَزْوِهِ يَنعَمَ الْمُقْتَفي
وَمَنْ يَمُتْ بِمَرَض وَعُلِّلَا … حَدِيثُهُ أَوْ فِيهِ تَصْحيفٌ جَلَا
مِن قَولِهِ مُرَابِطًا وَإِنْ يَمَتْ … فِي طَلَبِ الْعِلمِ وَلَكِنْ مَا ثَبَتْ
وَمَوتُ جُمْعَةٍ إِذَا صَحَّ كَذَا … مَوْقُوصُ مَرْكُوبٍ إِذَا مَاتَ بِذَا
مَوْتُ الْمُسَافِرِ وَمَائِدٌ لَدَى … بَحْرٍ مَعَ الْقَيءِ فَخُذْ نِلْتَ الْهُدَى
وَالْمُتَمَسكُ بِسُنَّةِ الْهُدَى … عِندَ فَسَادِ النَّاسِ نِعْمَ الْمُقْتَدَى
وَحَامِلٌ لِلْوَضْعِ وَالْفِصَالِ … فَكَا الْمُرَابِطِ لِحُسْنِ الْحَالِ
وَمَنْ يَمُتْ مُرَابِطًا مُؤَذِّنُ … مُحْتَسِبٌ لَكِنَّ ذَا مُوَهَّنُ
وَالنُّفَسَاءُ ذَا لَهَا قَدْ وَرَدَا … وَنَسْأَلُ الإِلَهَ حَظَّ الشُّهَدَا
وَيَجْعَلَ الْفِردَوْسَ أَعْلَى الجَنَّهْ … مَنْزِلَنَا فَضْلًا لَهُ وَمِنَّهْ
وَالْحَمْدُ لِلهِ تَعَالَى وَحْدَهُ … يُولِي الشَّهَادَةَ بِيُسْرٍ عَبْدَهُ
ثُمَّ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ أَبَدَا … عَلَى رَسُولِ اللَّهِ خَيْرِ الشُّهَدَا
وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الأَكَارِمِ … أَهْلِ التُّقَى والْفَضْلِ وَالْمَرَاحِمِ
مَا اشْتَاقَ مُؤمِنٌ إِلَى الْجِهَادِ … وَفَازَ بِالْفِردَوْسِ بِاسْتِشْهَادِ
أَبْيَاتُهَا خَمْسُونَ يَارَبِّ انْفَعَا … بِهَا جَمِيعَ الْمُقْبِلِينَ الرُّفَعَا
وَاختِمْ لَنَا بِالْخَيْرِ وَالْعِبَادَهْ … وَاكْتُبْ لَنَا الْحُسْنَى مَعَ الزِّيَادَهْ
[تنبيه]: قال ابن التين -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هذه كلّها مِيتَاتٌ (١)، فيها شدّةٌ، تفضّل اللَّهُ على أمة محمد - صلى اللَّه عليه وسلم - بأن جعلها تمحيصًا لذنوبهم، وزيادة في أجورهم، يبلّغهم بها مراتب الشهداء.
(١) -بكسر الميم الهيئة من الموت.