قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي, مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَمَرَّ عَلَى قُبُورِ الْمُسْلِمِينَ, فَقَالَ: «لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلَاءِ شَرًّا كَثِيرًا» , ثُمَّ مَرَّ عَلَى قُبُورِ الْمُشْرِكِينَ, فَقَالَ: «لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلَاءِ خَيْرًا كَثِيرًا» , فَحَانَتْ مِنْهُ الْتِفَاتَةٌ, فَرَأَى رَجُلاً, يَمْشِي بَيْنَ الْقُبُورِ, فِي نَعْلَيْهِ, فَقَالَ: «يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ, أَلْقِهِمَا».
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (الأسود بن شَيبان) السدوسيّ، أبو شَيبان البصريّ، ثقة عابد [٦].
قال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال الأثرم، عن أحمد: ثقة. ووثقه النسائيّ في "التمييز". وقال العجليّ: ثقة. وذكره ابن حبّان في "الثقات" في الطبقة الرابعة. وقال محمد بن عوف: كان من عباد اللَّه الصالحين، كان يحجّ على ناقة له، ولا يتزوّد شيئًا، يشرب من لبنها حتى يرجع، ويرسلها ترعى. وقال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: مات سنة (١٦٥). روى له البخاريّ في "الأدب المفرد"، والباقون، سوى الترمذيّ، له في هذا الكتاب ثلاية أحاديث فقط: هذا، و ٢٤٣٢ حديث: "صم يومًا من الشهر .. "، وأعاده برقم ٢٤٣٣ و ٥٥٥ حديث: "كلّ مسكر حرام .. ".
[تنبيه]: قوله هنا: "وكان ثقة" يحتمل أن يكون من كلام وكيع، وهو الظاهر، ويحتمل أن يكون ممن دونه. واللَّه تعالى أعلم.
٢ - (خالد بن سُمير) -بالسين المهملة (١)، مصغّرًا- السدوسيّ البصريّ، صدوق يَهِم قليلاً [٣].
روى عن ابن عمر، وأنس، وعبد اللَّه بن رباح الأنصاريّ، وبَشِير بن نَهِيك، ومضارب بن حَزْن. وعنه الأسود بن شيبان. قال النسائيّ: ثقة. وقال العجليّ: بصريّ ثقة. وذكره ابن حبّان في "الثقات". وذكر له ابن جرير الطبريّ، وابن عبد البرّ، والبيهقيّ
حديثًا واحدًا أخطأ في لفظة منه، وهي قوله في الحديث: كنا في جيش الأمراء -يعني مؤتة- والنبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - لم يحضرها. روى له البخاريّ في "الأدب المفرد"، وأبو داود، والمصنّف، وابن ماجه، وله في هذا الكتاب هذا الحديث فقط.
٣ - (بشير بن نَهيك) -بفتح أول الاسمين، وكسر ثانيهما -السدوسيّ، أبو الشعثاء البصريّ، ثقة [٣] ١٤١/ ١١٠٧.
٤ - (بَشير ابن الخصاصيّة) هو بشير بن مَعْبَد، وقيل: ابن زيد بن معبد بن ضَبَارَى بن سبع بن سدوس، وقيل: ابن شراحيل بن سبع السدوسيّ، المعروف بـ "ابن الْخَصَاصيّة"، وكان اسمه زَحْمًا، فسماه النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - بشيرًا، نزل البصرة.
(١) - فما وقع في بعض الكتب "شمير" بالشين المعجمة، فتصحيف، فتنبّه.