للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سداسيات المصنف -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير عامر بن مالك. (ومنها): أن فيه ثلاثة من التابعين يروي بعضهم عن بعض. (ومنه): أن صحابيه من المقلين من الرواية، فليس له في الكتب الخمسة المشار إليها في ترجمته إلا ثمانية أحاديث، راجع "تحفة الأشراف" جـ٤ ص ١٨٧ - ١٩١. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ) - رضي اللَّه عنه -، أنه (قَالَ: الطَّاعُونُ) هو -كما قال في "المصباح- الموت من الوباء، وجمعه الطواعين، وطُعِن الإنسان بالبناء للمفعول: أصابه الطاعون، فهو مطعون. وقال ابن الأثير: الطاعون: المرض العامّ، والوباء الذي يفسد له الهواء، فتفسد الأمزجة، والأبدان انتهى (١) (وَالْبَطْنُ) تقدم شرحه في الباب الماضي (وَالْغَرَقُ) أي الموت بسسب الماء، هكذا في النسخة "الهندية"، وهو الذي ذكره الحافظ المزّي -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-، في "تحفة الأشراف" [ج ٤ ص ١٩١] وهو الذي في "الكبرى"، ووقع في النسخ المطبوعة من "المجتبى" بلفظ: "والمبطون، والغريق"، وعليها فيكون الكلام على حذف مضاف، أي موت المبطون، والغريق، كما يقدر في قوله (وَالنُّفَسَاءُ) أي موت المرأة النفساء، وهي التي ماتت بسبب الولادة. وقوله (شَهَادَةٌ) خبر "الطاعون"، وما عُطف عليه، على حذف مضاف، أي أسباب شهادة.

(قَالَ) أي سليمان التيميّ (وَحَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ) أي النهديّ (مِرَارًا) أي تحديثا متكررًا (وَرَفَعَهُ مَرَّةً إِلَى النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -) يعني أن أبا عثمان النهديّ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- حدّث بهذا الحديث، عن صفوان ابن أمية - رضي اللَّه عنه - عدة مرّات موقوفًا عليه، وحدث به عنه مرةً، عن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - مرفوعًا.

ولا تعارض بين رفع مثل هذا الحديث، ووقفه؛ لأن الموقوف في مثله له حكم الرفع؛ إذ لا يقال من قبل الرأي. واللَّه تعالى أعلم، وهو المستعان، وعليه التكلان.

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: حديث صفوان بن أميّة - رضي اللَّه عنه - هذا صحيح، وهو من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-، أخرجه هنا -١١٢/ ٢٠٥٤ - وفي "الكبرى" ١١٢/ ٢١٨١. وأخرجه (أحمد) ١٤٨٧٧ و ١٤٨٨٣ و ٢٧٠٨٨ و ٢٧٠٩٤ (الدارمي) ٢٤١٣. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".


(١) - "النهاية" ج٣ ص ١٢٧.