٤ - (علقمة بن مَرْثَد) الحضرميّ، أبو الحارث الكوفيّ، ثقة [٦] ١٠٣/ ٢٠٤٠.
٥ - (سعد بن عُبيدة) السلميّ، أبو حمزة الكوفيّ، ثقة [٣] ٧٧/ ١٠٠٨.
٦ - (البراء بن عازب) - رضي اللَّه تعالى عنهما - ٨٦/ ١٠٥. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سداسيات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين إلى شبعة، ومن بعده كوفيون. (ومنها): أن شيخه أحد مشايخ الأئمة الستة الذين رووا عنهم بلا واسطة. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ) - رضي اللَّه عنهما - (عَن النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -) أنه (قَالَ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}[إبراهيم: ٢٧] قَالَ) تأكيد لـ"قال" الأول، وقوله:{يُثَبِّتُ اللَّهُ} الآية مبتدأ محكيّ، خبره جملة قوله:(نَزَلَتْ فِي عَذَاب الْقَبْرِ) أي هذه الآية نزلت في إثبات عذاب القبر، أي في السؤال في القبر، ولما كان السؤال يكون سببا للعذاب في الجملة، ولو في حقّ بعضٍ، عبّر عنه باسم العذاب، فالمراد بالتثبيت في الآخرة هو تثبيت المؤمن في القبر عند سؤال الملكين إياه.
ثم بيّن كيفية السؤال، وتثبيت المؤمن عنده بقوله (يُقَالُ لَهُ) أي للمؤمن المفهوم من قوله: "الذين آمنوا"(مَنْ رَبُّكَ؟، فَيَقُولُ: رَبَّيَ اللَّهُ، وَدِينِي دِينُ مُحَمَّدٍ - صلى اللَّه عليه وسلم -) وفي نسخة: "ونبيي محمد". أي ويسأل عن دينه، كما بيّن في رواية آخرى، فيقول: ديني دين محمد - صلى اللَّه عليه وسلم -. وفي رواية للبخاريّ:"قال: إذا أُقعِد المؤمن في قبره، أُتي، ثم شهد أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدًا رسول اللَّه"(فَذَلِكَ قَوْلُهُ) أي هذا الجواب هو معنى قوله تعالى ({يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}[إبراهيم: ٢٧]) يعني أنه يُوَفِّقُه للإجابة المذكورة.