للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

البراء - رضي اللَّه عنه -: "فيُضرَب بمطارق من حديد، ضربة، فيصيح صيحة، يسمعها من يليه من الثقلين". فلا يُستغرب أن يُسمع ضربُهُم بالمطارق، كما تُسمع صيحته. واللَّه تعالى أعلم.

[تنبيه]: هذا الحديث قد رواه مسلم في "صحيحه" من حديث أبي سعيد الخدريّ، عن زبد بن ثابت، - رضي اللَّه عنهما -، مطوّلاً، فقال:

٢٨٦٧ - حدثنا يحيى بن أيوب، وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا، عن ابن علية، قال ابن أيوب: حدثنا ابن علية، قال: وأخبرنا سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن زيد بن ثابت، قال أبو سعيد: ولم أشهده من النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، ولكن حدثنيه زيد بن ثابت، قال: بينما النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، في حائط لبني النجار، على بغلة له، ونحن معه، إذ حادت به، فكادت تلقيه، وإذا أَقْبُرٌ ستة، أو خمسة، أو أربعة، قال: كذا كان يقول الجريري، فقال: "من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟ "، فقال رجل: أنا، قال: "فمتى مات هؤلاء؟ "، قال: ماتوا في الإشراك، فقال: "إن هذه الأمة تبتلى، في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا، لدعوت اللَّه أن يسمعكم، من عذاب القبر، الذي أسمع منه"، ثم أقبل علينا بوجهه، فقال: "تعوذوا باللَّه من عذاب النار"، قالوا: نعوذ باللَّه من عذاب النار، فقال: "تعوذوا باللَّه من عذاب القبر"، قالوا: نعوذ باللَّه من عذاب القبر، قال: "تعوذوا باللَّه من الفتن، ما ظهر منها وما بطن"، قالوا: نعوذ باللَّه من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، قال: "تعوذوا باللَّه من فتنة الدجال"، قالوا: نعوذ باللَّه من فتنة الدجال انتهى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلق بهذا الحديث:

المسألة الأولى: في درجته: حديث أنس - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا أخرجه مسلم.

المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا - ١١٤/ ٢٠٥٨ - وفي "الكبرى" ١١٤/ ٢١٨٥. وأخرجه (م) ٢٨٦٧ و ٢٨٦٨ (أحمد) ١١٧١٣ و ١٢١٤٣ و ١٣٤٧٦. واللَّه تعالى أعلم.

المسألة الثالثة: في فوائده:

منها: ما بوّب له المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-، وهو إثبات عذاب القبر. ومنها: أن فيه معجزة للنبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، حيث كان يسمع عذاب من يعذّب في قبره. ومنها: بيان لطف اللَّه تعالى بعباده، حيث أخفى عنهم عذاب القبر، مع أنه يسمعه سائر الحيوانات، وذلك رأفة بهم، وبمن يموت، إذ لولا ذلك لتعطل دفن الموتى، ولأهينت جُثث الأموات، وصارت كجُثث سائر البهائم. ومنها: بيان شدّة رأفة النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - بأمته، حيث لم يدع اللَّه