للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عمر - رضي اللَّه عنه -، وحديث الأعرابيّ، وقد تقدّم تحقيقه في ٨/ ٢١١٢ - "باب قبول شهادة الرجل الواحد على هلال شهر رمضان". واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٢١٢٣ - (أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ, صَاحِبُ حِمْصَ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ, عَنْ أَبِي الزِّنَادِ, عَنِ الأَعْرَجِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - الْهِلَالَ, فَقَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا, وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا, فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ, فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "أبو بكر بن عليّ، صاحب حمص": هو أحمد بن علي بن سعيد المروزيّ القاضي، الحافظ الثقة [١٢] ١/ ٢٠٩٤ وهو من أفراد المصنّف.

وقوله: "صاحب حمص". أي الذي كان قاضيا فيها. قال الحافظ المزّيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- في "تهذيب الكمال": تولّى القضاء بدمشق نيابة عن أبي زُرْعة محمد بن عثمان بن إبراهيم بن زرعة الثقفيّ، وكان يلي القضاء قبل ذلك بحمص انتهى (١).

و"أبو بكر بن أبي شيبة": هو عبد اللَّه بن محمد بن أبي شيبة الكوفيّ الثقة، صاحب المصنّف [١٠] و"محمد بن بشر": هو العبديّ الكوفيّ، ثقة حافظ [٩]. و"أبو الزناد": هو عبد اللَّه بن ذكران المدنيّ، ثقة فقيه [٥]. و"الأعرج": هو عبد الرحمن بن هُرمز المدنيّ، ثقة ثبت فقيه [٣].

والحديث أخرجه مسلم، وشرحه يعلم مما سبق.

وقوله: "إذا رأيتوه فصوموا الخ": فيه مسألتان:

(المسألة الأولى): أنه يدلّ على وجوب الصوم على المنفرد برؤية هلال رمضان، وعلى وجوب الإفطار عليه أيضًا برؤية هلال شوّال، وإن لم يثبت ذلك بقوله، وهو قول الأئمة الأربعة في هلال رمضان، واختلفوا في الإفطار برؤية شوّال وحده، فقال الثلاثة: لا يفطر، بل يستمرّ صائمًا؛ احتياطًا للصوم. وقال الشافعيّ: يلزمه الفطر، ولكن يخفيه؛ لئلا يُتهم، وهو مقتضى قوله: "ولا تفطروا حتى تروه". وذهب عطاء بن أبي رباح، وإسحاق بن راهويه إلى أنه لا يصوم برؤيته وحده. وعن أحمد أنه لا يصوم إلا في جماعة الناس. وروي نحوه عن الحسن، وابن سيرين. قاله وليّ الدين -رحمه اللَّه تعالى- (٢).

وقال القرطبيّ -رحمه اللَّه تعالى- عند قوله: "صوموا لرؤيته الخ": ما: نصّه: يقتضي


(١) - "تهذيب الكمال" ج ١ ص ٤٠٧.
(٢) - انظر "طرح التثريب" ج ٤ ص ١١٧.