للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وليس لابن أبي ثور عن ابن عباس غير هذا الحديث. أفاده في "الفتح" (١).

١٠ - (ابن عباس) عبد اللَّه الحبر البحر - رضي اللَّه تعالى عنهما - ٢٧/ ٣١. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سباعيات المصنف، وفيه ثلاثة من التابعين، يروي بعضهم عن بعض: صالح، والزهريّ، وعبيد اللَّه، وفيه كتابة (ح) إشارة إلى التحويل إلى سند آخر، وفيه أن الثاني أعلى من الأول، فإنه سداسيّ، وفيه عبيد اللَّه بن بن عبد اللَّه بن أبي ثور، وإن كان ثقة، إلا أنه قليل الرواية، فليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث، وفيه ابن عباس - رضي اللَّه تعالى عنهما -. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) - رضي اللَّه تعالى عنهما -، أنه (قَالَ: لم أَزَلْ حَرِيصًا، أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ) - رضي اللَّه عنه -، وفي رواية عبيد بن حُنين، عن ابن عباس - رضي اللَّه عنهما -، عند البخاريّ: "مكثت سنة أريد أن أسأل عمر … " (عَنِ المَرْأَتَيْنِ) وفي رواية عُبيد: "عن أيّة" (مِنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، اللَّتَيْنِ قَالَ: اللَّهُ لَهُمَا: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} وَسَاق الْحَدِيثَ) يحتمل أن يكون فاعل "ساق" ضمير الزهريّ، ويحتمل أن يكون غيره. يعني ساق الحديث بطوله، فإنه حديث طويل، وقد ساقه البخاريّ في "صحيحه" بطوله فقال:

٤٧٩٢ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي ثور، عن عبد اللَّه بن عباس - رضي اللَّه عنه -، قال: لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن الخطاب، عن المرأتين، من أزواج النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، اللتين قال اللَّه تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} حتى حَجّ وحججت معه، وعدل، وعدلت معه بإداوة، فتبرز، ثم جاء، فسكبت على يديه منها، فتوضأ، فقلت له: يا أمير المؤمنين، مَنِ المرأتان، من أزواج النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، اللتان قال اللَّه تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} قال: واعجبا لك يا ابن عباس، هما عائشة وحفصة، ثم استقبل عمر الحديث يسوقه، قال: كنت أنا، وجار لي من الأنصار، في بني أمية بن زيد، وهم من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول، على النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، فينزل يوما، وأنزل يوما، فإذا نزلت،


(١) -"فتح" ج١ ص ٢٥٠.