للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

- رضي اللَّه عنهم -، وضمير "فيه" يعود إلى عدد الشهر المشار إليه في قوله: "كم الشهر الخ".

ووجه الاختلاف المذكور أن محمد بن بشر العَبْدي رواه عن إسماعيل، عن محمد ابن سعد، عن أبيه، عن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، متصلاً. وخالفه في ذلك محمد بن عُبَيد، فرواه، عن إسماعيل، عن محمد بن سعد، عن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، مرسلاً، وتابعه على ذلك يحيى بن سعيد القطان، كما أشار إليه المصنّف في ما يأتي، ونقل الحافظ المزّيّ -رحمه اللَّه تعالى- في "تحفة الأشراف" جـ٣ ص ٣١٢ عن المصنّف أنه قال: حديث يحيى أولى بالصواب عندي انتهى. هكذا نقله المزّيّ عن المصنّف، ولم أجده في "المجتبى"، ولا في "الكبرى". فاللَّه تعالى أعلم.

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: لكن الذي يظهر لي أن رواية محمد بن بشر بالوصل في هذا أرجح، لأنه ثقة حافظ، ولم ينفرد بالوصل، فقد وافقه فيه عبد اللَّه بن المبارك، كما في الرواية التالية، وزائدة بن قُدامة، كما في "صحيح مسلم" برقم -٢٥٢٢ - ومروان بن معاوية، كما في "صحيح ابن خزيمة" برقم -١٩٢٠ - فكلهم رووه عن إسماعيل، عن محمد بن سعد، عن أبيه، متصلاً.

والحاصل أن روايات هؤلاء بالوصل مرجحة على رواية من رواه مرسلاً؛ لأن معهم زيادة علم، ومن المعلوم أن زيادة الثقة الحافظ مقبولة، فبالأولى قبول زيادة الأثبات الحفاظ، فتنبّه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

٢١٤٧ - (أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ, عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, أَنَّهُ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى الأُخْرَى, وَقَالَ «الشَّهْرُ هَكَذَا, وَهَكَذَا وَهَكَذَا» , وَنَقَصَ فِي الثَّالِثَةِ إِصْبَعًا).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (إسحاق بن إبراهيم) هو ابن راهويه الحنظلي المروزيّ الحافظ الثقة [١٠].

٢ - (محمد بن بشر) العبديّ، أبو عبد اللَّه الكوفيّ، ثقة حافظ [٩] ٥/ ٨٨٢.

٣ - (إسماعيل بن أبي خالد) البجلي الأحمسي الكوفيّ، ثقة ثبت [٤].

٤ - (محمد بن سعد بن أبي وقّاص) الزهريّ، أبو القاسم المدنيّ، نزيل الكوفة، الملقّب ظِلَّ الشيطان؛ لقصره، ثقة [٣] ٨٥/ ٢٠٠٧.

٥ - (أبوه) سعد بن أبي وقاص مالك بن وهيب الزهريّ، أبو إسحاق، أحد العشرة - رضي اللَّه تعالى عنهم -. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من خماسيات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وأنه مسلسل بثقات الكوفيين، غير