للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عَبْدِ الرَّحْمَنِ- عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: "لَقَدْ كَانَتْ إِحْدَانَا, تُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ, فَمَا تَقْدِرُ عَلَى أَنْ تَقْضِيَ, حَتَّى يَدْخُلَ شَعْبَانُ, وَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, يَصُومُ فِي شَهْرٍ, مَا يَصُومُ فِي شَعْبَانَ, كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ إِلاَّ قَلِيلاً, بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ").

رجال هذا الإسناد: سبعة:

١ - (أحمد بن سعد بن الحكم) بن محمد بن سالم الْجُمَحيّ، أبو جعفر ابن أبي مريم المصريّ، صدوق [١١].

قال النسائيّ: لا بأس به. وقال أبو عمر الكنديّ في "كتاب "الموالي": كان من أهل العلم والرحلة والتصنيف. وروى عنه بقيّ بن مَخْلَد، وكان لا يُحدّث إلا عن ثقة. وقال ابن يونس: توفّي يوم عرفة سنة (٢٥٣). انفرد به أبو داود، والمصنّف، وله عنده في هذا الكتاب حديثان: هذا ٢١٧٨ و ٣٣٧٩ حديث عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها -: "تزوجني رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - وهي بنت ست سنين .. "الحديث.

٢ - (عمه) هو سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم، أبو محمد المصريّ، ثقة ثبت فقيه، من كبار [١٠] ٣/ ٢٠٩٨.

٣ - (نافع بن يزيد) الْكَلَاعيّ، أبو يزيد المصريّ، يقال: إنه مولى شُرحْبيل بن حسنة، ثقة عابد [٧] ٣/ ٢٠٩٨.

٤ - (ابن الهاد) هو يزيد بن عبد اللَّه بن أُسَامة بن الهاد الليثيّ، أبو عبد اللَّه المدنيّ، ثقة مكثر [٥] ٧٣/ ٩٠. والباقون تقدّموا في السند الماضي. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سباعيات المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم ثقات. (ومنها): أن الثلاثة الأولين منهم مصريون، والباقون مدنيّون، وأبو سلمة أحد الفقهاء السبعة على بعض الأقوال، وعائشة - رضي اللَّه عنها - من المكثرين السبعة، روت (٢٢١٠). واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ عَائِشَةَ) - رضي اللَّه عنها -كلهَا (قَالَتْ: "لَقَدْ كَانَتْ إِحْدَانَا) أي إحدى أزواج النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - (تُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ) أي للحيض، ونحوه (فَمَا تَقْدِرُ عَلَى أَنْ تَقْضِيَ) أي لاحتمال أن يريدها رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -. وفي نسخة: "أن تقضي" بحذف "على" (حَتَّى يَدْخُلَ شَعْبَانُ) أي لكونه - صلى اللَّه عليه وسلم - فيه مشغولاً بالصوم، كما بينته بقولها (وَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، يَصُومُ في شَهر، مَا يَصُومُ في شَعبَانَ) "ما" الأولى نافية، والثانية مصدريّة، أي لم يكن - صلى اللَّه عليه وسلم -يصوم في شهر