لكونه أبلغ، فالاستثناء من العموم، وهذا جواب عن الاستفهام والمجيب هو البعض المسؤول، أو أنهم بعد أن خطر ببالهم السؤال، خطر ببالهم الجواب، قاله في المنهل جـ ٢/ ص ٢٧.
(فأتي) بالبناء للمفعول (بإناء فيه ماء، وطست) بالجر، يحتمل أنه عطف تفسير، فيكون المراد بالإناء الطست، أو أن العطف للمغايرة، فيكون الطست غير الإناء.
والمعنى أنه أتي بالماء في قدح أو إبريق، أو نحو ذلك ليتوضأ منه، وأتي بطست ليتساقط فيه الماء السائل من أعضاء الوضوء، والاحتمال الثاني هو الأولى، لأن الأصل في العطف أن يكون للمغايرة، ورجح في عون المعبود الاحتمال الأول، لما أخرجه الطبراني في كتابه مسند الشاميين بسنده، عن عثمان بن سعيد النخعي، عن علي، وفيه "فأتي بطست من ماء".
قال الجامع: ما قاله في العون هو الأولى.
والطست بفتح الطاء، أصلها طس، فأبدل أحد السينين تاء لثقل اجتماع المثلين، لأنه يقال في الجمع: طساس، مثل سَهْم وسهام، وفي التصغير: طُسَيسَة، وجمعت أيضا على طُسُوس باعتبار الأصل، وعلى طسوت باعتبار اللفظ، وهي مؤنثة.
ونقل عن بعضهم التذكير، والتأنيث، فيقال: هو الطسة، والطست، وهي الطسة والطست، وقال الزجاج: التأنيث أكثر كلام العرب، وجمعها طسات على لفظها، وقال السجستاني: هى أعجمية معربة، ولهذا قال الأزهري: هي دخيلة في كلام العرب، لأن التاء والطاء لا يجتمعان في كلمة عربية اهـ، وحكى طشت بالشين المعجمة، وهو آنية من النحاس، اهـ المنهل جـ ٢/ ص ٢٧.