للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال أبو عبد الرحمن: حديث شعبة هذا هو الصحيح انتهى.

أراد بهذا أن ما تقدّم من رواية يحيى بن أبي كثير من تصريح محمد بن عبد الرحمن بإخبار جابر - رضي اللَّه عنه - له ليس بصحيح، بل إنما سمعه من محمد بن عمرو بن حسن، عن جابر - رضي اللَّه عنه -.

لكن تقدّم أن الصواب أن الحديث صحيح من الطريقين؛ لأن محمد بن عبد الرحمن الذي صرَّح بالسماع من جابر هو ابن ثوبان، والذي روى عن محمد بن عمرو بن حسن هو ابن سعد بن زرارة.

والحاصل أن الحديث صحيح بالطريقين. فتنبّه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٢٢٦٣ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ, عَنْ شُعَيْبٍ, قَالَ: أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ, عَنِ ابْنِ الْهَادِ, عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ جَابِرٍ, قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, إِلَى مَكَّةَ, عَامَ الْفَتْحِ, فِي رَمَضَانَ, فَصَامَ, حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ, فَصَامَ النَّاسُ, فَبَلَغَهُ أَنَّ النَّاسَ, قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمُ الصِّيَامُ, فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنَ الْمَاءِ, بَعْدَ الْعَصْرِ, فَشَرِبَ, وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ, فَأَفْطَرَ بَعْضُ النَّاسِ, وَصَامَ بَعْضٌ (١) , فَبَلَغَهُ أَنَّ نَاسًا (٢) صَامُوا, فَقَالَ: «أُولَئِكَ الْعُصَاةُ»).

رجال هذا الإسناد: سبعة:

١ - (محمد بْنُ عَبدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ) بن أعين المصريّ ثقة فقيه [١١] ١٢٠/ ١٦٦.

٢ - (شعيب) بن الليث بن سعد، أبَو عبد الملك المصريّ، ثقة فقيه نبيل، من كبار [١٠] ١٢٠/ ١٦٦.

٣ - (الليث) بن سعد بن عبد الرحمن الفهميّ مولاهم، أبو الحارث المصريّ، ثقة ثبت حجة [٧] ٣١/ ٣٥. وهو والد شعيب الراوي عنه في هذا السند.

٤ - (ابن الهاد) هو يزيد بن عبد اللَّه بن أسامة بن الهاد الليثيّ، أبو عبد اللَّه المدنيّ، ثقة مكثر [٥] ٧٣/ ٩٠.

٥ - (جعفر بن محمد) بن عليّ المعرف بـ"الصادق"، أبو عبد اللَّه المدنيّ، صدوق إمام [٦] ١٢٣/ ١٨٢.

٦ - (أبوه) محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الهاشميّ المعروف بـ "الباقر"، أبو جعفر المدنيّ، ثقة فاضل [٤] ١٢٣/ ١٨٢. والصحابيّ تقدم في الباب الماضي. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سباعيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال


(١) - وفي نسخة: "بعضهم".
(٢) - وفي نسخة: "أناسًا"، وفي أخرى: "بعضهم".